السجّان/بقلم الشاعر د/طلعت كنعان.

السجّان
حينَ يصبحُ السجّانُ
ظلًّا تائهًا
بينَ قضبانِ الذكرياتِ
وظلامِ الزنازين،
وتتحوّلُ الذكرياتُ أشواكًا
تَموتُ لتَحيا
على أهدابِ القلبِ الحزين،
فتذبلُ الزهورُ
في حدائقِ الحُبِّ الدفين.
يكتوي الصبرُ بنارِ الغرام،
ويشربُ آخرَ نخبٍ
على آهةِ الحُبِّ الرهين،
ويدوّنُ صحوةَ الحُلمِ
وصرخةَ الجلّادِ
على رفوفٍ يكويها  الأنين.
تسقطُ النجومُ
دون أن تُبصرَ القَدَرَ الآتي،
وتحنُّ للحنين،
وترفضُ أن تنحني
لسوطِ الشوقِ
وجُرحِ الوتين.
وترحلُ كلماتٌ قد أينعتْ
في حدائقٍ ورديّةٍ
تُقتَلُ عرضَ السنين،
وتشعّ عطرًا قاتمًا
من إحساسٍ
ونبضٍ دفين.
ويغرسُ القلمُ أسنانَه
بين حروفِ الشِّعر
دونَ يقين،
باحثًا عن حقيقةِ الإنسانِ
وفعلِه اللعين.
فهل يدركُ السجّانُ
أنّهُ سَرابٌ عابرٌ…
وأنّهُ السجين؟
طلعت كنعان

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رحمك الله أبي/بقلم الشاعر/جمال الغوتي.

أنا ورحلة البحث/بقلم الكاتبة/هانم عطية الصيرفي.

أفكار غير متراصة/بقلم الشاعر/عبدالله علي ناصر البخيتي.