بكيناك.. بقلم الشاعرة.. فاطمة نور الدين.
💔 بكيناك 💔
بكيناكِ غزَّةُ ، ما نفعُ الندبُ والنحيبُ ؟!
من قبلكِ بكينَا دمشقَ..
هل عادَ قاسيونُ حرَّاً ؟
هلْ عادتْ فاطمُ وزينبُ ؟
نحنُ علَى الرمالِ نكتبُ مجدَنا
وفِي جذوعِ النخلِ نندِّد وننتحبُ
من قبلنَا ما عُرفَتْ حضَارةٌ
ولا سُجِّلَ نصرٌ..
ومثلُ عمرَ وصلاحٍ.. الدهرُ لنْ ينجبَ
عذراً غزَّة.. عذراً منكِ
فنحنُ خُذِلنَا معكِ ومِن قبلِكِ
فالميتُ لا يسعِفُ الذبيحَ
حزنُنَا لم ينضَبْ
علينَا لا تعتبِي
علينَا لا تعتبِي
شامُنا متَّشِحَة بالسَّوادِ مكلَّلَةٌ
وغزَّةُ بالأصفادِ مكبَّلةٌ
بالنّارِ المتأجِّجِ والكفنِ المذهَّبِ
علِّمِينا كيفَ نصيرُ أحياءً
فنحنُ موتَى ، نحنُ أرقامٌ
وأسماؤُنا بالدمعِ تُشطَبُ
علِّمينَا كيفَ للمجدِ نسطرُ سطوراً
وننثرُ شعراً وقصيدةً مطرَّزةً
معلَّقَةً بالأعمدَةِ والقصبِ
علِّمينَا كيفَ نرمِي الحجارةَ
على البارودِ ونقفُ صفَّاً
فيَا شمسُ لا تحتجبي
أرتالٌ وأرتالٌ من الشهداءِ
العينُ تدمعُ والأحداقُ والهدبُ
أمَّةٌ صامتةٌ صمتاً مهيباً
رهيباً ترتعدُ لهُ الأشجارُ والسحُبُ
يدٌ سمراءُ ملطخةٌ بالدمِ معطوبةٌ
على الأشواكِ قد مشينَا
على خارطةِ عصرِنا..
علَى السوسنِ والعريشِ..
على شفاهٍ وجثثٍ ملأتِ السّاحاتِ
وخيام تفترشها الجبال والسّهوب
✍فاطمة نورالدين
19/10/2023
تعليقات
إرسال تعليق