أيُّها اللَّيلُ الدَّاجي.. بقلم الشاعرة... هنادي عفانة.
أيُّها اللَّيلُ الدَّاجي... !
هلْ آنَ لكَ أنْ ترحَلَ فيُشْمِسَ انفِراجي ؟
أُشعِلُ منهُ مرَّةً أُخرى فَتِيلاً قَمَرِيَّاً
أُضِيْءُ بهِ سِراجي
لقدْ أطلْتَ الإقامةَ في عيوني
كُحْلٌ مَخْمَلِيٌّ عاجِيٌّ
خُطوطُكَ السَّوداءُ أرَّقَتْني ..
و كأنَّها سِياجٌ يعلو بصيرةَ أبراجي
هذا السَّوادُ ليلُ ..
هذا السَّوادُ ليلُ حُدودِكَ ليسَ إلَّا
و نَهاري هُنا يُخَيِّمُ على حُدودِ أدراجي
🕊️ 🕊️ 🕊️
اِحذَرْ أيُّها اللَّيلُ أنْ تُوقِظَ صِغارَ أحلامٍ
فقد غُطَّتْ بالنَّومِ منذُ سِنينَ على مِخدَّاتٍ أيَّامي ...
خبَّأتُ لها في خَزائِنِ عُمُري
بعضَ أبياتِ الشِّعْرِ
تُنشِدُ : بِلادُ العُربِ أوطاني
بِلادُ العُربِ أوطاني
🕊️ 🕊️ 🕊️
اِحذَرْ أيُّها اللَّيلُ
أنْ تتقمَّصَ بقميصِ نومِ أقداري
فأنا ... فأنا فَقيرُ الحَظِّ ...
و لا أملِكُ سوى قَميصٍ واحدٍ لِداري
🕊️ 🕊️ 🕊️
فأنا ... أنا ليلي مُختلِفٌ عنْ ليلِ أسلافي
اللَّيلُ عِندي فيهِ قَرارُ شِعْرٍ
و ضيوفٌ منْ كُلِّ قبائِلِ القَوافي
أسدِلُ معَهُمْ ...
أسدِلُ معَهُمْ ستائِرَ ظُلْمةِ الحاضرِ
و المُستقبَلُ أُحاصِرُ بهِ عدوَّاً و أُقاضي
🕊️ 🕊️ 🕊️
لا تُناظِرْني أيُّها اللَّيلُ
لِترى نفسَكَ بعُيونِ مِرآتي
لا تُناظِرْني أيُّها اللَّيلُ
لِترى نفسَكَ بعُيون مِرآتي
سَوادُ حَدَقاتِها قليلٌ منْ عظيمِ الخافي
تَقِفُ على بابِ وقتي حارسَ زمانٍ
و أبوابُ عُمُري فيها ثُقوبُ حُـرِّ أنفاسي
🕊️ 🕊️ 🕊️
اُترُكْني أيُّها اللَّيلُ بخَلْوتي
معَ كَفَنٍ يستُرُني
مزَّقَتْهُ شيخوخةُ أسراري
اُترُكْني معَ سَريرٍ خَشَبيٍّ مُعتَّقٍ
اِتَّخذْتُهُ تابوتاً لِأوراقِ أشعاري
تُحاوِلُ الدُّخولَ في ثُقوبِ جَسَدٍ
عِظامُهُ هشاشةُ حِسِّ أفكاري
و إنْ حالفَكَ الحَظُّ ...
و إنْ حالفَكَ الحَظُّ ...
فلنْ تكونَ إلَّا وِزْراً آخرَ
وِزْراً جَديداً بثيابِ قديمِ أوزاري
تُنازِعُ وُجدانَ حِسٍّ مُرهَفٍ
و تتخندَقُ بأنفاقِ شِرْياني التَّاجِيِّ
فقدْ نَجَوْتُ منَ الموتِ مُصادفةً
و أيقنَ الموتُ حينَها
أنَّهُ جُلُّ احتِياجي
عَلِمَ الموتُ أنَّ المِفتاحَ بابُ العُمُرِ
بيدِ الواحِدِ الخالِقِ الباري
سَلَّمْتُهُ مَفاتِيحي ...
منْ بعدِ أنْ أغلقْتُ نوافِذَ ريحِ إسرافي
هذهِ حُروفي شاهِدةٌ
منها ما حضرَ توَّاً
و ما زِلْتُ أنتظِرُ معَها نُدْهةَ الماضي
🕊️ 🕊️ 🕊️
كَهْلٌ أرعى هُمومي
و أهُشُّ عليها بقلمي
أغنامُ حُروفي و خِرافي
تشذيبُ شوكِ الرُّوحِ و سَعَفِها
لا يجلِسُ ظلامُكَ بحضرتي أو مكاني
فقلبي حَجَرٌ قديمٌ صقلَتْهُ دُموعُ أُمِّي
أنا أُشبِهُهُ و هوَ يُشْبِهُ أحزاني
أوسعَتْني الحياةُ عُزْلةً
و ألبسَتْني حُزْناً منْ دونِ إخواني
أراكَ بحِسِّي هواءً ثَقيلاً
تتعرَّى قِطَعُهُ أمامي
كدمعِ سَحابِ المَغِيبِ لَقِيطِ الدَّمعِ
زمانُكَ دونَ زماني
أنا و وطني صوتانِ و توأمانِ
بشَفَةٍ واحدةٍ و لِسانٍ حالُهُ لِساني
بكُلِّ صباحٍ نُغرِّدُ بصوتٍ مبحوحٍ ..
نهزِجُ و ننسُجُ أوتاراً و أغانيَ
فينبُتُ الرِّيشُ ...
على جَناحِ نَهارٍ مُتعافيَ الشَّمسِ
فيهِ تتوسَّدُ سماءَهُ مَلِكةٌ
و النُّجومُ منْ حولِها وَصِيفاتٌ و جَوارٍ
وطني ليلُهُ فَيْضُ حُبٍّ
أرى جمالَهُ و نهارَهُ يتوشَّحُ جمالي
يرخَصُ لهُ العُمُرُ و النَّفيسُ
إذا ما دَعاني
اِرحَلْ أيُّها اللَّيلُ ...
فلا مرحباً بكَ اليومَ
بينَ ضُيوفي و زُوَّاري
اِرحَلْ أيُّها اللَّيلُ ...
فلا مرحباً بكَ اليومَ
( هنادي عفانة 🇵🇸 فلسطين ١٠/٢٠/٢٠٢٣ )بينَ ضُيوفي و زُوَّاري
تعليقات
إرسال تعليق