الشاعرة.. سعاد شهيد.. تكتب.هدايا البحر..
نص بعنوان / هدايا البحر
بخيط دمائي
أرتق جراحي
بإبرة الصبر
أنسج هروبا من آهاتي
نفحات من صباح
وزقزقة عصفور
تأخذني من عالمي المظلم
لأجد ذاتي
في عالم غير العالم
تسقط أوراق عمري
أعياها انتظار الربيع
أجمعها
أصنع منها زورقا
لنعبر معا
بحر الآلام
تلتطم تارة
بجبال الجزر
و تارة يأخذها
هيجان البحر
لشط غير الشط
تعبث ببقاياها
نوارس كانت تنتظر
هدايا البحر
أحس أحيانا
أنني امرأة من زمن كان
من عهد ولى
من حكايات الجدات
أو من كتاب
كتب زمن المكرومات
من أناس كانوا ينادونهم
أحباب الله
أو من صلب
مجذوب زهد في الحياة
عفيف النفس
لا تهمه الماديات
كدرويش يجوب الطرقات
باحثا عن لحظة صفاء
عن بسمة هناء
عن قلوب بيضاء
كثيرة هي عثراتي
ندوب علمت في أحداقي
لأعود أقف
أرفع رأسي
أكمل المسير
لكن إحساسي
بعدم الانتماء لذاتي
بحيرة تسكن يومياتي
يمزق دمائي في شراييني
يصب النار في مسامي
لأجدني أتساءل
من أنا ؟!
و من أي زمن جئت؟!
و هل هذا زماني ؟!
أم لطريقي أخطأت
سذاجتي
بساطتي
تلقائيتي
تسامحي
طيبتي
براءة الطفلة بداخلي
كل هذا لا يشفع لي
وسط زيف هذا العالم
و هراء هذا الزمان
و أقنعة تخفي
وجوه الذئاب
بسمات صفراء
نوايا سوداء
عالم لا أطيقه
و لا أجد ذاتي في زحمته
و لا في أضوائه و إغراءاته
يمر من أمامي
شريط حياتي
أسمع أصواتا
أرى وجوها
روائح ربما كنت أعرفها
كأنني أرى مسلسل حياة
لامرأة بائسة
ذنبها أنها لم تفكر يوما
في إسعاد نفسها
و للعجب أسموها سعاد !!!
بقلمي / سعاد شهيد
تعليقات
إرسال تعليق