شلل المشاعر /بقلم /الكاتبة /فتاة المراعي.
من سلسلة شلل المشاعر: 7_10_2023
كان يوم السبت هو إجازتي الأسبوعية ، لهذا أستيقظ متأخرًا ، لحظات وتضج الأصوات بالفرح والصخب ، وأمي تقول( إنه يوم عيد) ، توهمت أن خبرًا سارًا قد مر ببيتنا ، رأيت الجميع مشدوها أمام (التلفاز )والخبر الرئيسي
(طوفان الأقصى ) أخذتنا النشوة والفخر ، ها قد أتى اليوم الذي نرى فيه الصهاينة تُذَل ، سنثأر لقدسنا وللأهالي التي شردت ، كانت فرحتنا بهم كبدايات الحب ، وكلهفة العشاق بأول لقاء ، بل كانت بلسما لجرحنا ومصابنا نحن العرب ...
تعالت أغاني النصر ( ونحن بليبيا ) منذ كنا صغارًا كنا نردد قصيد (وين الملايين) ولا نعلم أي الملايين هي المقصودة ، و (قسمًا ياغزة بالمعزة قادم ) و (فلسطين عربية ) كان يوما حافلا بالفرح ، ها هو المجد العربي سيخترق نجمه الأفق ......
أصبحت فرحتنا بهؤلاء الأبطال تسد الأفق ، مع كل يوم يمضي لهذا الطوفان كان يجرف مشاعرنا معه، بكل لحظة كنا نتابع آخر الأخبار و أن مجاهدينا البواسل يتحكمون بالميدان
كنا نخبر غزة أن الصحوة العربية قادمة ، ونحن معكم، سنأتي لدعمكم ، مضى أسبوع وتبعه الآخر ، لا مدد ولا سند ، ولا موقف يؤكد أنَّ من يُبادون هم إخوتنا ، هل كذبوا علينا ، ربما نحن من دماء لا تنتمي لهم بل ربما لسنا عربًا ، وإن كان غير ذلك لماذا اكتفينا فقط بالدموع والدعاء لهم ، كأنه أقصى مانملك ، بكل يوم يخبو نور الأمل بنا ، بل يبدو أننا ألِفنا رؤية الدمار والدماء ففقدنا الشعور بنا قبل بهم ، مضى شهر لم أعد أفتح التلفاز إلا لرسوم الكرتون ، هل ما زالت غزة تعاني ، تنزف ، أم أننا تعودنا الخيبات بأننا لن ننتصر يوما ، ها نحن نعود لحياتنا ، للحب والغزل ، للخروج للمطاعم والتنزه بالحدائق ، حتى عيوننا كأنها اعتادت رؤية الأشلاء ، فلم تحرك بنا ساكنا ، واكتفينا بمقولة ورثناها عن جبناء قبلنا ( ربي يفرّج عليهم ) لنُخرج أنفسنا من دائرة معرفتهم ولو بحرف مشترك بيننا ، فمن منا كان أولى بالطوفان ليتحرر، نحن... أم غزة
فتاة المراعي ✍️
تعليقات
إرسال تعليق