تحــدثنا أمـي... بقلم الكاتب المتألق /وسيم عامر.

 تحــدثنا أمـي" عن أيــام طفولتها وشبابها، وعن أيــام سعادتها  ودراستها بشكل عام وكيف كانت تدير أعمال والدها وهي ابنة العشرين!

كانت دائمًا تبدأ أحاديثها بابتسامة، حين تتحدث عن أيام حبها لأبي" عن قصة أنجبت سبعة عصافير بحسب قولها، وهي التي لا تزال ترانا بريش صغير مهما كبرنا.

أنا من شـدة حبي لأمـي، أستمـع إليها وكأنها المرة الأولى التي أسمـع منها كيف تخرجت وتزوجت، دون أي تذمر منها أو ملل!


كانت دائمًا تنهــي حديثها بنفس عميق حين تقول: "ياااه كانت أحلى أيام ".!

وهنا أجدني ألقي نظرة على عينيها، فأجد الدمع منهما ينسكب فوق خديها. 

كانت جميلة حتى وهي تبكي، وطيبة للحـد الذي جعلني أظنها خلقت من الرحمة، وبعثت للتو من الجنة،

تفاصيلها لا يمكن حصرها في صفحة واحدة، ومهما كتبت عنها من صفحات، لا أستطيع أن أصف شعــوري بعــد فقدها.  ــ


اليــوم:

لن أكتب عن السياسـة.

لن أكتب عن أرض غزة التي ارتوت بالدم.

لن أكتب عن تجار الدم وسماسرة الحروب.

لن أكتب عن صفقات السعادة الخاسرة، 

وصفقات الألم المربحة، وارتفاع الأسعار.

لن أكتب عن الحب والحرب ولا عن الورد 

ولا يهمني إن لم يقرأ أحد.

اليــوم: أنا حزين جـدا.. فلن أسمــع أحاديث أمـي مرة أخـرى. 


وسيم عامر



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من يكتب لي صدر/بقلم الشاعر /محمود حفظ الله.

عجائب الدنيا /بقلم الكاتبة/دينا مصطفى.

كوكبة الشهداء/بقلم الكاتب /مايك سلمان.