الكاتب المتألق /وسيم عامر /يكتب /عندما أحببتها .
عندما أحببتها أعلنت قلبي منطقة آمنة، خالية من النزاع .. بعد
الانتصار وبلهجة لم أفهمها، صرخت بملء حنجرتها يا سيدي وأعلنت العصيان!
لم يقتنع الضابط، واتهمني بأني جاسوس ووضع مسدسه خلف رأسي وبدأ يصرخ بلهجة لم أفهمها مثلما فعلت الفتاة ثم أطلق بجانب قدمي طلقة نارية لكن قدمي كقدم لاعب الكرة معتادة على الركض.
استغــرب الضابط مني وقـال: خذوه أسيرًا فكنت أوسـم رجل بين الأسرى، أخذ هاتفي وقال احبسوه، كنت أسمعـه جيـدًا ولا أفهم اللهجة.
لم تكـن المرة الأولى التي أسجــن فيها ، قبل سنوات حبستني امـرأة في صدرها وأغلقت الأزرار، لا هي أشبعتني حباً ولا هي تركتني أشبع.
قضيت سنَوات طوال من الحبس ، أكتب كتابات تحت تأثير العطش.
ظننتها تريــد انتشالي لكنها دفنتني أكثر، اتخذت قرارها بشكل انفـرادي.
داهمتني بالعواصـف، اقتلعت الأفــراح، ضخـت الهموم، دثرتني بالحـزن، أحاطتني بالألـم، أقحمتني في المتاعب، جعلتني أكره الكتابة..
أكتب نصا فأتعثر بمطفئ حريق وأنا رجـل يشتاط غيظا إذا لم يكتب ، راتبي لا يكفــي لثمن المهدئات ، وعملــي كحارس على لقمــة العيش جعلني أقـابل الضجيج، وهي نرجسية، باردة في التعامل.
أرجوك سـيدي: لا تقتلني من أجل وسام لن تحصل عليه، الأمر أبسط من ذلك فعندما يتم تشريح الجثة سيخبرك الطبيب أني ميت من البرود
فالعشاق يا ســيدي لا يقتلهم البــارود ، بقدر ما يقتلهم البـرود، فهناك عشاق لا يمكن قتلهم إلا من الداخل.
سيدي لا عليك، تجاوز الأمر مثلما فعلت تلك الفتاة التي قالت لي يومًا: أشعر أنك ابني ".
قالتها لي أثناء شرابها كأســاً من دم أحد أطفال الحي الأبرياء، بعد أن غــرزت خنجرها المسمــوم في قلبه وهو يلعب.. فكيف لفتاة مثلها أن تداعب الطفل المخبـوء داخلي خلف قناع رجل لا يريد أن يكبر.
أعتقد بأن هناك خطأ ما .. أفكر أن أشتري روبوتًا وأطلق عليه اسم فتاة على الأقل لا تنسى ما أخبرها به ولا يمكنها التصرف عكسه.
وإذا أدركت أنها تتصرف العكس حينها سوف أقوم باستبدالها بأخرى
أن تكون الفتاة روبوتًا فــهذا يعني انها: لن تقوم بالإشــادة بأي عمل قامـت به يـوماً من أجلي ولا تغادرني بسرعــة بحـجة أن لديها عمل مهم، وإلا من الممكن أن أبقى وحيداً .. أنا مرعوب جدا من هذه الأفكار.
أتمنى في العام القادم .. أن أكون مع زوجتي، لا مع روبوت لا يعرف ما أحب وما أكره؟
روبوتًا: لا يرتب أوراق العمل في حقيبتي صباحًا وكأني ذاهب إلى المدرسة.
روبوتًا: لا يعبث بمذكراتي وكتبي وأدواتي الهندسية ولا حتى يستطيع أن يسألني عن أوقاتي الطويلة والسهر خارج المنزل.
مهلاً سيدي لِم العجلة؟ أنا لا أريد أن أموت الآن .. لم أجن ما يكفي لأدخل الجنة.
لم يصدقني الضابط واتهمني بأني جاسوس وبدأ يصرخ بلهجة لم أفهمها مثلما فعلت الفتاة.
وسيم عامر
تعليقات
إرسال تعليق