الغيرة تحرق القلب كالنار/بقلم الكاتبة /دينا مصطفى.

 قصة قصيرة بعنوان"الغيرة تحرق القلب كالنار"


كنت جالسة في مكتبي أنظر إليه من خلف الستار، ثم رأيت هذه الفتاة تقترب منه وكان يبتسم لها، ثم احتضنها، أغلقت الستار، ثم جلست وأمسكت بقلم وورقة وبدأت في الرسم بحركات دائرية، وأنا غاضبة حتى انكسر القلم. وسمعت صوتاً يقول: لماذا كل هذا الغضب؟ نظرت في اتجاه الصوت. لقد كانت صديقتي. سلمى

 قلت لها: لا شيء،لست غاضبة. فأجابتني سلمى: "لا أعتقد أنك بخير". نظرت إليها بحزن ثم قلت:  أنا بخير، لا تقلقي. 


أقدم نفسي لكم. أنا كيان عمري 27 سنة وأعمل في شركة تصميم أزياء. أحببت عملي كثيراً وكنت ملتزمة بمواعيد العمل حتى جاء هذا اليوم الذي غير حياتي كلها. 

أريد الاستقالة. نعم، لا أستطيع تحمل البقاء. لا أستطيع تحمل رؤيته مع شخص آخر

كان قلبي يحبه ولا أتحمل رؤيته أمام عيني وهو يبتسم ويحتضن فتاة أخرى. إنه شعور مؤلم حقا. أريد الابتعاد عن هنا. على أية حال، هو المدير ولا أجرؤ على مواجهته بحقيقة ما في قلبي.

قررت ذات يوم أن أنهي وجودي في هذه الشركة. غادرت مكتبي وذهبت إلى مكتبه. طلبت الدخول حتى سمح لي بالدخول. رأيته للمرة الأولى. كانت عيناه ذابلة وحزينة للغاية. 

شعرت بالضعف عندما رأيته هكذا. أجلت استقالتي وقلت له: هل أنت بخير سيد كرم؟. فنظر إلي بحزن وقال: لا، لست بخير بعد أمي، ولن أكون بخير أبداً

كانت حياتي كلها وابتسامتي وسعادتي. كنت أستيقظ على صوتها الرقيق. قم يا بني حتى لا تتأخر. كانت تنتظرني لتناول الطعام معًا. الآن ذهبت. ماتت أمي وتركتني وحدي، ولن يملأ فراغي أحد بعدها.لقد تركتني وحدي، كيان

تلألأت الدموع في عيني. لم أره بهذه الطريقة من قبل، لكنه كان متعبًا جدًا من فراق والدته. لقد كان شعورا مؤلما حقا. قلت له أن يهدأ. لقد ذهبت إلى مكان أجمل بكثير من هذا العالم. وهي عند ربها. لا تبكِ..اُدعُ لأجلها كثيرًا حتى تكون سعيدة. وسوف تكون دائما معك وحولك.

ومرت الأيام وأنا معه أواسيه وكان سعيدًا جدًا بوجود أحد بجانبه حتى تجاوز حزنه. قررت أن أبقى بجانبه حتى تأتي تلك الفتاة ذات يوم وتقلب حياتي كلها.

 استقبلها بسعادة واحتضنها بقوة 

اندهشت مما رأيت، وسرعان ما انهمرت دموعي واحترق قلبي

قمت من مكاني ودخلت مكتبه دون أخذ إذنه. صدم كرم مما فعلته وقبل أن يتكلم قلت له أريد الاستقالة. أجابني كرم: لماذا هل أحد يزعجك؟ فقلت: نعم، لقد أزعجني كثيرًا. فقال: من هو؟ فقلت: أنت يا كرم. قال: ماذا فعلت؟ فقات وأنا أنظر إليه: لا أقبل. أن أكون في شركة سيئة كهذه، فإن المدير سيء ويفعل أشياء سيئة. كنت أقول هذا بينما أنظر إلى تلك الفتاة وكنت غاضبة جدًا.

ابتسم كرم وقال: هذه أختي يا كيان التي تعيش في لندن مع زوجها، ومن وقت لآخر تأتي لزيارتي لأنني أصبحت وحيدا. نظرت إليه وسرعان ما ظهرت ابتسامة على وجهي. فقام من مكانه واقترب مني وقال: تصبحين جميلة عندما تغارين.

دق قلبي بقوة لأنه علم أني أغار عليه يا الله. ثم ركضت إلى الخارج وأنا أتنفس بصعوبة، لكنني كنت سعيدة جدًا. كنت خائفة من وجود فتاة أخرى في حياته.

قررت عدم ترك الشركة لأني قررت البقاء معه، ولو كان هناك نصيب سيعرف أنني أحبه. نعم أنا أحبه كثيرا. أنا أحبه بصمت. منذ أن أتيت إلى هذه الشركة كان قلبي معدوما وكأنه ميت، ثم أحياه هذا الشاب الذي أصاب عقلي بالجنون.


وفي يوم دخلت سلمى علي وقالت: انظري سيد كرم يجلس مع فتيات في مكتبه. لقد أصيب بالجنون، على ما أعتقد. "لقد تدهورت سمعة الشركة." 

اشتعلت الغيرة بداخلي ثم قمت بسرعة وتركت مكاني ودخلت مكتبه واقتربت منه ووضعت يدي على المكتب وقلت له: وماذا بعد يا كرم؟ 

قال لي وهو يغمز بعينيه: أحبك وأحب غيرتك. هل تقبلين أن تكوني أمًا لأطفالي؟”

اتفق مع سلمى حتى أغار عليه وأسرع إليه، وهذا ما حدث ووافقت على الزواج منه

لقد تغير وضعي كله. أصبحت من فتاة تنتظر رؤيته ولو من بعيد لزوجته. كل أحلامي كانت أن أعترف له حتى أشعر بالراحة. لم أتخيل في أحلامي أن أكون زوجته، ولكن شاء القدر أن أصبحت زوجته وأنجبنا طفلين، ولم تنتهِ القصة بعد. هههه غيرت قوانين الشركة وأصبح العمل هناك للرجال فقط. لن أسمح لأي فتاة أن تنظر إليه.حتى لو عن طريق الخطأ

🖋بقلمي دينا مصطفى



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من يكتب لي صدر/بقلم الشاعر /محمود حفظ الله.

عجائب الدنيا /بقلم الكاتبة/دينا مصطفى.

كوكبة الشهداء/بقلم الكاتب /مايك سلمان.