وعود كاذبة/بقلم الشاعرة المتألقة /إلهام محمد.

 "وعود كاذبة"

كانت راقية فتاة بسيطة ،تتمتع بالحيويةوالنشاط  ،الكل يشهد لها بالمثابرة والاجتهاد .كان لديها حلم تصبو إليه وتسعى بكل قوتها لتحقيقه.جندت كل طاقاتها من أجل النجاح واعتلاء مكانة مرموقة في المجتمع لتحقيق ذاتها ومساعدة من هم في حاجة إليها فداومت على المثابرة لسنين عدة إلى أن أصبحت فتاة يافعة في الجامعة .اعتراها فرح كبير وإحساس رائع وهي لأول مرة تلتحق بكلية الآداب حلمها الطفولي وكلها إيمان أن التفوق حليفها وأنها على مقربة من هدفها .

أثناء  مسيرتها الدراسية  ربطتها علاقات صداقة مع زملاء لها أحبوا روحها المرحة وطيبتها وأخلاقها الرفيعة.  فكانت مثال الطالبة المجدة والمكافحة.

شاءت الأقدار  وفي سنتها الثالثة أن تتدحرج كل أحلامها إلى الحضيض وتجد نفسها في أرض بور تحتاج الارتواء من جديد.

أظلم العالم حولها وقفلت الأبواب أمامها ...فكيف لفتاة مثابرة أن تتخلف عن موعد الامتحان كيف ...؟ وكيف....؟ تساؤلات رددتها مرارا وتكرارا إلا أن الجواب على ذلك ظل عقيما...وانسلخت من دائرة المجتمع وانزوت مع أفكارها وهواجسها بعدما أشارت الأصابع إليها كأنها اقترفت جريمة في حق نفسها ومجتمعها ويلزم أن تعاقب عليها... فالمسكينة لم تجد الصدر الرحب ليضمها ويحتويها بل وجدت فراغا من المشاعر والأحاسيس جعلها تترك الجامعة وتقرر عدم الالتحاق نهائيا بها أوعدم المحاولة من جديد.فكان هذا أول وعد لم تَفِ به واعتبرته وعدا كاذبا بينها وبين نفسها .فلزمت الصمت  لفترات وهي هائمة على وجهها لا تدري أي مسلك تأخذه وإلى أين سينتهي بها المسار.

يتبع

إلهام محمد

المغرب🇲🇦