ربما أصحو يوما".. بقلم الشاعرة /خديجة نعوف.

 ربما أصحو يوما"


نحزن ونتألم

حين تعبث الأصابع 

في جدائل السنابل

و نتمسك بأذيال شخص زائف

بعد مرور زمن 

نكبر مع التفاصيل

بعد فوات الأوان

كنا حينها لا ندرك معنى

للخيانة ولا للغرور ولا للفساد

كنا نكبر 

مع كل شروق شمس

حتى هرم الجسد

و لم يقو على الحراك

و لا التمتع بالطبيعة والحياة

و يسألوننا ...

كيف هرمت القلوب ؟

و لماذا شاب الشعر ؟

وامتلأت الوجوه بالتجاعيد

كنا حين نُدعى إلى مهرجان كبير

و لم نجد مقعدا" نرجع من حيث أتينا

و الجميع يلف الساق على الساق

و على استقامة واحدة و نظرة واحدة

كذلك مثل دعوة إلى وليمة عشاء

الطاولات ممتلئة و لم تسع لفنجان قهوة

و البطون لم تشبع بعد

و رائحة اللحوم منتشرة في الفضاء

وقرقعة الصحون و الملاعق

وقهقهات الملأ تفوق صوت الطبول

والفقراء يسكنون تحت مظلة

صنعت من أعواد البيادر

و يسكتون الجوع

 بعبوة ماء وقليل من الخبز

و يسألوننا ...

كيف هرمت القلوب ؟

ولماذا شاب الشعر ؟

وامتلأت الوجوه بالتجاعيد

الأجواء غريبة

و السماء ملبدة بالغيوم

مشحونة بالنجوم

و الأرض تزلزلت بالقيود

هذا انتشل محفظة الأمان 

من يد الأحرار

و ذاك كسر أبواب السلام

و دنس شرف القلوب البيضاء

و ذاك داس على رقبة الأيتام

و نستفيق في كل ليلة 

على ضجيج الروح

و على أصوات القذائف 

وصواريخ العدو

من الداخل و الخارج

فتخشع القلوب

و تدمع العيون

و ترتجف المفاصل

فتقشعر الأبدان 

من هول المصائب

العنف في كل مكان و الشدائد

و يسألوننا ...

كيف هرمت القلوب ؟

و لماذا شاب الشعر ؟

وامتلأت الوجوه بالتجاعيد

و أنا بدوري أسألكم بالله

كيف هرمت القلوب ؟

و لماذا شاب الشعر ؟

وامتلأت الوجوه بالتجاعيد

فأنا لست صاحية منذ ذلك اليوم

عند الضربة الأولى على رأسي

بقبضة يد من حديد

كنت حينها ...

في غفوة 

و أنا في سفينة الأحلام ... أتأمل

ربما أصحو يوما" 

ربما ...

يبدو أنني لن أصحو 

في الواقع حقائق صادمة

هزت الأركان 


بقلمي : خديجة نعوف 

سورية - مصياف 

٢٤ / ٦ / ٢٠٢٤



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من يكتب لي صدر/بقلم الشاعر /محمود حفظ الله.

عجائب الدنيا /بقلم الكاتبة/دينا مصطفى.

كوكبة الشهداء/بقلم الكاتب /مايك سلمان.