راقصة الباليه/بقلم الشاعرة /أم إبراهيم.

 راقصة الباليه


بقلمي أم إبراهيم من العراق


في منزلها المظلم في أول الليل...

ارتدت فستان الباليه الممزق!

تحاول أن تسترجع ذكرى قتلها المرض

فما أن وقفت أمام المرآة...حتى دُهشت 

وتراجعت إلى الوراء..


هل شاخ جسدي إلى هذا الحد؟

تباً...لقد نسيت أن أوقد شمعة..


أوقدت الشمعة وإقتربت من مرآتها مرة أخرى..

لابأس ..فلا تزال في ملامحي بعض الحياة 

رغم هذه الشيبات...

ورغم تلك الخطوط التي رسمها الزمن على وجهي!

ورغم آلام جسدي سوف أُحاول..


أمسكت قلمها


تراءى لها في المرآة أنها ترقص كالصبيات 

وترتدي فستاناً زهرياً

وجسمها رشيق يتفنن في الرقص

وقدماها تدميان ولا تبالي

وشعرها نُثر على وجهها حتى غطى ملامحها


فما أن توقفت عن الكتابة حتى توقفت الراقصة التي كانت تلمحها في المرآة


تباً هل أُصبت بالزهايمر ؟

وكيف لمخيلتي أن تذهب بي كل هذا  البعد من الخيال

أم هل يستهزأ بي قلمي !

أم أن تلك المرآة ساحرة؟


استمرت في كتابة ذكرياتها..

وهي تتخيل أن كل ماتكتبه يظهر في المرآة!


وفي الصباح...

اقتحمت أشعة الشمس الذهبية نافذة المنزل المعتم

عاكسة بضوئها على تلك المرآة فأظهرت حقيقتها!

لا شيء عليها سوى أنها تعكس صورتها هي

وبنسمة هواء عذبة دخلت متطفلة مع أشعة الشمس...

جعلت تلك الأوراق ترفرف وتطير كالطير بعد تحريره من القفص

وبان وجهها الشاحب 

وتوقفت مخيلتها عن رسم ما تكتبه

ورحل كل ما تخيلته عبر زمن عمرها إلى ذاكرتها


حسناً لا بأس ...

ففي الليلة القادمة سوف أكتب عن قلبي الضائع

لعلي أجده في مرآتي 

أحمله وأرمي به على طرقات النسيان

أضاعته مني كلمة حب صادقة

جعلته أسيراً ليس له إرادة ولا قرار...



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من يكتب لي صدر/بقلم الشاعر /محمود حفظ الله.

عجائب الدنيا /بقلم الكاتبة/دينا مصطفى.

كوكبة الشهداء/بقلم الكاتب /مايك سلمان.