جهازي الرقمي/بقلم الكاتبة /هبا طرابلسية.
*** جهازي الرقمي ***
انتهى العام الدراسي وتم توزيع الجوائز والهدايا على المتفوقين الذين كنت أميزهم والأول عليهم جميعاً.
قد أوفى والدي بوعده وأهداني جهاز لوحي (آيباد). عليه ألعاب إلكترونية كثيرة ، أمضيت عدة أيامٍ أتعلم كيفية استخدامه و طريقة اللعب بكل لعبةٍ على حدة
كنت أصطحبه أينما أذهب أصبح لا يفارقني أبداً.
أحتضنه وأنام، أستيقظ على صوت تنبيهه.
كانت أمي تريدني أن أخصص ساعاتٍ قليلة للعب به.
بينما أبي سمح لي باللعب به طول النهار وحتى ساعةٍ متأخرة من الليل.
حذرتني أمي من مضاره وأنه يوماً ما ستخفي النظارات الطبية جمال عيوني، وعندها ستأخذه مني وسترميه في القمامة.
غضبت منها و من تحذيراتها الكثيرة و تنبيهاتها و لم أستمع لنصائحها.
بدأ عام دراسي جديد فرّق بيني وبين جهازي.
حزنت كثيراً و مرضت لأن أبي أخذه مني و خبأه.
لكنه وعدني أن ألعب به في كل عطلةٍ، و يمكنني أن آخذه إن أنهيت واجباتي و وظائفي.
مضى أول أسبوعٍ طويلاً جداً، كنت أتململ من الدروس
و أبكي عندما أنتهي من دروسي ولا أحظَ باللعب لأن الوقت تأخر و يجب أن أنام لأصحو باكراً وأذهب للمدرسة.
في يومٍ طلبت المعلمة أن نكتب موضوعاً تعبيرياً عن عطلتنا الصيفية كيف أمضيناها وعن هواياتنا التي مارسناها؟
وفي اليوم الثاني طلبت المعلمة أن يقرأ الطلاب ما كتبوه كل واحدٍ بدوره.
كنت أنصت لهم و أتخيل الأماكن التي زاروها في الأرياف و الشواطئ و يالجمال رسوماتهم ، و الأصداف والحصى الملونة الغريبة الأشكال و أوراق الأشجار والأزهار التي جمعوها.
جاء دوري كان موضوعي أسوأ و أقصر موضوعاً و ليس فيه من الجمال شيئاً، وكنت خالي اليدين لم أمارس هواية و لم أنمِ موهبتي بالرسم والكتابة.
حزنت كثيراً و بكيت، مسحت معلمتي على رأسي و نشفت دموعي بمنديلها و سألتني هل عرفت الآن لماذا كانت والدتك تحاول منعك من اللعب بجهازك وقتاً طويلاً؟
أومأت برأسي نعم لقد فاتني الكثير من المتعة و المرح.
لم أستمتع بجمال الطبيعة في النزهات و لم أمارس رياضة السباحة هذا الصيف ولم أقم بأي نشاطٍ كنت أحبه. وعدت معلمتي بعدم اللعب بالجهاز إلا ساعتين
فقط و أن أمارس هواياتي و أطور موهبتي في أوقات الفراغ، والعطلات.
عدت للبيت احتضنت أمي بشوقٍ واعتذرت منها لأني كنت مشاغباً و لم أستمع لنصائحها و توجيهاتها.
وأخبرتها بما حدث في المدرسة و ما دار بيني وبين معلمتي من حديث.
قبلتني والدتي قائلةً: أنت ولد رائع وأنا أحبك كثيراً.
مسرورةً لأنك تعلمت أن الوقت ثمين والحياة جميلة
يجب علينا اغتنام الوقت فيما هو مفيد وجميل و ممتع.
هبا_طرابلسية_سورية
تعليقات
إرسال تعليق