أسطورة انتصاف القمر/بقلم الكاتبة /فتاة المراعي.

 قصة قصيرة....

( أسطورة انتصاف القمر)

منذ الصغر كان جدي يحدثنا عن قصة ذاك الجبل القابع نهاية القرية ، والذي اعتاد الأهالي على سماع صوت امرأة  تصرخ على طفلها  يخرج  كل منتصف الشهر باكتمال القمر  ، ثم لا تبرح أن ترى كل القرية  هذه المرأة وابنها فى وسط القمر بالسماء يشتعلون ناراً ، وكل من نظر للقمر رآهما  حتى بتنا نخاف رؤية السماء ...

يقول جدى إنهم سمعوا قصصا لا أحد يعلم بصحتها  ، فمنهم  من يقول إنها امرأة عقيم  وتزوج عليها زوجها وأنجبت ضرتها ولدا  فقامت بإحدى الليالي كان القمر مكتملا ساطعا نوره بأخذه خفية وبكل وحشية ألقته بالتنور فاحترق الرضيع ومات  ، ثم بعد  سنوات أكرمها الله  بحمل وأنجبت ولدا ، وذات ليلة وهي ترضع ولدها نامت فوقعت الشمعة على ثوب الرضيع  فأحرقته  ومات،  فكان عقابا للقرية أن تظهر صورتها وابنها بليلة انتصاف القمر  تذكيرا بفعلتها  الشنيعة...

ويستطرد جدي أن تلك القرية  ، ومنذ آلاف السنين مع سماع صوت المرأة  بتلك الليلة يُمنعون من إشعال أي نار ، وأنه إن تجرأ  أحد من القبيلة و أشعل نارًا  فإنه  ستحترق كل عائلته  ، وقد شاهدوا ذلك  بالشهر  الذي مضى إذ قام أحدهم   بنقل عائلته  لمنطقة بعيدة  لإخفائهم ورجع  لمنزله بالقرية وأشعل نارًا  عند اكتمال القمر فلم يمض منتصف الليل حتى احترق هو و بيته وعندما ذهبوا لعائلته وجدوهم أيضا قد احترقوا وأصبحوا رمادًا....

فتاةالمراعي ......