انتظار/بقلم الشاعرة /أم إبراهيم.

 انتظار..

بقلمي أم إبراهيم من العراق

في ليل عاصف

 تجمعت فيه الغيوم السوداء 

وحفيف الأشجار كأنها أشباح تتصارخ

جلست إلى طاولتي وأوقدت الشموع

 وأخذت أبحث عن دفتر ذكرياتي فلم أجده

 لابد أنه ولّى هارباً أثقلته همومي وأحزاني

فحزنت!..

نظرت إلى الشموع فشعرت أنها تتكلم بحزن

يسيل شمعها وتبدو كأنها أشخاص تتكلم وتقول..

(نحترق لكن نبقى نضيء)…

فاعتبرت!..

دونت بعض الكلمات على أوراق كانت مُلقاة على جانب الطاولة

تراءت لي كلماتي صارت تتراقص

ترتدي السواد وتبكي حزناً

فصبرت!

ولازال المطر يتساقط بغزارة...

كأنه صوت مطرقة تضرب رأسي

ومن فوهة صغيرة تأتي نسمات باردة

تقصد الشموع لتنطفئ واحدة تلو الأخرى...

ولازلت أحاول ترتيب كلماتي وأغني

على لحن سمفونية عاشق مات حزناً على فراق محبوبته..

على ضوء شمعة شارفت على الانطفاء

ويطول الليل...

وتهدأ العاصفة

وتصطف أوراق الشجر على الطرقات...

كأنها صفوف جيش خاسرة!

وتذوب الشموع ويعم الظلام

وتظهر خيوط الفجر الصفراء على الأفق

فتجهزت!

اقتربت من نافذتي أنتظر الموعود

لا شيء ...

لا أحد ...

سوى مرسال بجنح مكسور !

رُبطت على طرف رجله صحيفة صغيرة

كُتب عليها...

(كوني دائماً على إنتظار،ربما أعود ،أو لا أعود)…!