حسن وتقلبات الزمن/بقلم الكاتب /ابوعمر إبراهيم الجفال.

 رواية 

 ((  حسن وتقلبات الزمن )) 


الحلقة (  الثانية  )


بقلمي   // ابو عمر إبراهيم الجفال 


بدأ بسم الله وعلى بركته صديقنا حسن يومه الأول في مخبز بسيط بقرية متحضرة  نوعا ما 

فأوكل له صاحب العمل مهمة مساعد طلال الشاب الذي يشرف على إعداد المعجنات   فوافق حسن على ذلك كونه لايعرف شيئا عن  كيفية وطبيعة العمل  

فعلا  فرح طلال بمساعده الجديد ذي الوجه البشوش  وبدأ يشرح لحسن نظريا  كيفية الإعداد وأسلوب  عملهم والمقادير وما إلا ذلك. وقال لحسن هيا لنبدأ بسم الله  فوضع المواد و المقادير و لكن وبالخطأ جرح  طلال كتفه أثناء قيامه بتشغيل آلة العجن ،  مسكه حسن وأخذ يضغط على الجرح ليوقف النزيف ونادى وهو يطلب المساعدة ركض الجميع إليه  وساعدوا حسن في إيقاف النزيف وتعقيمه ببعض اللوازم الموجودة في صندوق  إسعاف الفرن  ،وقال حسن يجب علينا أخذه للمستشفى بسرعة  للتأكد وخياطة جرحه ، حزن  صاحب المخبز  كثيراً وأمر بنقل طلال للمشفى القريب برفقه أحد العاملين في المخبز  ، وبعد أن ذهبوا ،   خاطب العمال قائلا نحن جميعا أصدقاء كعائلة واحدة ونحن معا منذ زمن ليس بقليل  وأنتم تعرفون أن لدينا  التزامات كثيرة لتجهيز بعض المطاعم ويجب علينا تجهيز الطلبية في وقتها  وإلا فسنخسر ثقة عملائنا وزبائننا . وأن الثقة  إن ذهبت لن تعود بسهولة أبداً أبداً  ، ومن ثم  سأل  العمال من سيكمل مهمة طلال ؟ 

لكن اعتذروا منه وبشدة ، كونها مسؤولية كبيرة وتعتمد عليها باقي المراحل العمل  . 

فتطوع حسن وقال أنا أكمل مابدأت به مع  أخي طلال  فقد شرح لي تفصيليا كل شيء . 

وقف صاحب الفرن حائرا  ولكن سرعان ما قال لحسن لاخيار لي  إلا القبول والمجازفة لاسيما أن الوقت ينفد منا ، وموعد  وصول مندوب المطعم ليستلم طلبيتهم بات قريباً .   فقام حسن بتتمة عمل طلال والبقية يراقبونه بخوف . وهم يشجعونه تارة  ويساعدوه  تارةً أخرى  

وبعد دقائق صعبة  أكمل إعداد  المرحلة الموكله إليه وإلى طلال  بالكامل وبشكل ممتاز ، وأخذ  عامل آخر العجين وقطعه على شكل الصمون  وأدخله  للفرن ، وهكذا حتى أنهوا الكمية المطلوبة  بالكامل دون أي نقص ، ففرح صاحب العمل وأخذ يقبل جبين حسن وهو يحمد الله ويشكره أن أرسل له حسن  . وهنا دخل مندوب المطاعم ليأخذ طلبياتهم ، فلاحظ هو  أيضا الفرح على وجه صاحب المخبز والعاملين فلما سألهم أخبروه بما  حصل  فحمد الله كثيرا وحضن حسن وشكره أيضا  ثم أخذ طلبياتهم وذهب ، 

حسن مخاطبا الجميع إخواني كل ذلك بفضل من الله عز وجل وتوفيق منه  وبجهودنا وتعاوننا  جميعا  وأيضا  بتشجيعكم لي  وثقتكم بي ومساعدتكم وما كنت سأنجح لولاكم . 

  فلله الحمد والشكر والمنة . 

نادى صاحب المخبز لحسن وقال له أنت من بعد اليوم المسؤول الثاني بعدي ومهمتك الجديدة الإشراف والمتابعة على المخبز بصورة عامة .... لكن بعد أن يعود إلينا طلال بالسلامة إن شاء الله  . . . . .  يتبع 


. بقلمي //ابوعمر إبراهيم الجفال


  ***  Safir almashaeir   ***



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من يكتب لي صدر/بقلم الشاعر /محمود حفظ الله.

عجائب الدنيا /بقلم الكاتبة/دينا مصطفى.

كوكبة الشهداء/بقلم الكاتب /مايك سلمان.