غَنِيُّ النَّفسِ/بقلم الشاعر /محمد جعيجع.

 غَنِيُّ النَّفسِ : 

............................ 

هَذِ الدُّنيا هَوَت وَرَقًا وَ حِبرا ... لِأَكتُبَ في الهَوى نَثرًا وَ شِعرا 

تَوارَ وَراءَ أَشجارٍ وَ أَورا ... قِها وَ اكتُب لَها شِعرًا وَ نَثرا 

وَ أَرسِل ما كَتَبتَهُ عَن هَواها ... بِأَجنِحَةِ الهَوا.. بِالمَوجِ بَحرا 

جَناحُ الطَّيرِ يَخلُقُ في المَسافا ... تِ طَيًّا إِذ يَصيرُ العُسرُ يُسرا 

جَناحُ الطَّيرِ إِحقاقٌ بِوَصلٍ ...  لِوَصلٍ زادَهُ مَدحًا وَ شُكرا 

فَهِجرانُ الحَبيبِ لِقَلبِ حِبٍّ ... كَصاعِقَةٍ رَمَت نارًا وَ جَمرا 

وَلَيسَ غِيابُ حِبٍّ عَن حَبيبٍ ... كَهِجرانٍ سَقى حُزنًا وَ مُرّا 

إذا كانا مَعًا حِبٌّ وَ حُبٌّ ... بِعُشٍّ يَهدِرانِ الوَقتَ هَدرا  

تَراهُ يُسانِدُ الحَقَّ قِسطًا ... وَ لِمَظلومٍ اهتَدى عَونًا وَ نَصرا 

تَراهُ يُسانِدُ المُحتاجَ في حا ... جَةٍ تُقضى بِهِ طَوعًا وَ حَصرا 

تَراهُ يُسانِدُ الضُّعَفاءَ دَعمًا ... وَ عَونًا جاعِلًا بِالعُسرِ يُسرا 

تَراهُ يُجانِبُ الأَشرارَ صَحبًا ... وَ خَلطًا دافِعًا بِالحِلمِ مَكرا 

تَراهُ يُسابِقُ الأَطيارَ شَدوًا ... صَباحًا أَو مَساءً حازَ صُغرا 

تَراهُ يُسابِقُ الأسحابَ مُزنًا ... وَ قَطرًا ساقِيًا يَبَسًا وَ خَضرا 

تَراهُ يُسابِقُ التَّرباءَ فَتقًا ... وَ نَبتًا كاسِيًا حُلوًا وَ مُرّا 

تَراهُ يُسابِقُ الجيرانَ وُدًّا ... وَ كَسبًا رابِحًا وِرثًا وَ ذُخرا 

تَراهُ يُسابِقُ الأَقدامَ خَطوًا ...  لِخَيرٍ فاتَهُم مِترًا وَ شِبرا 

 تَراهُ يُسابِقُ الأَبرارَ فِعلًا ... وَصُنعًا رامَ إِحسانًا وَ بِرّا 

تَراهُ يُسابِقُ الأَشرافَ شَأنًا ... وَ قَدرًا راسِخًا أَرضًا وَ دَهرا 

تَراهُ يُسابِقُ الأخيارَ صِدقًا ... وَنَفعًا زاهِقًا بِالخَيرِ شَرّا 

تَراهُ يُسابِقُ الأجوادَ جودًا ... وَ سَخوًا دافِعًا باليُسرِ عُسرا  

وَيَمشي بَينَنا مِن غَيرِ كِبرٍ ...  وَئيدَ الخَطوِ زادَ الشَّأنَ قَدرا 

غَنِيُّ النَّفسِ في الأَجواءِ يَعلو ... كَأَنَّهُ مالِكٌ لِقُصورِ كِسرى 

............................ 

محمد جعيجع من الجزائر  - 2024/08/14



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من يكتب لي صدر/بقلم الشاعر /محمود حفظ الله.

عجائب الدنيا /بقلم الكاتبة/دينا مصطفى.

كوكبة الشهداء/بقلم الكاتب /مايك سلمان.