قيامة الزمهرير/بقلم الكاتب /ياسين خضر القيسي.
قيامة الزمهرير
غازلنا الوطن بابتسامةِ حبٍ عذري، عندها احتضنا الأرض شوقاً لما عانيناه بأرضِ الغربةِ المجدبةِ، وأنا مرتكنٌ دون أصحابي مفكر كيف اللقاء سيكون، ينطُ من القفصِ الصدري قلبي شاخصاً مرفرفاً كعصفورٍ يراقبُ ويشمُ نفحاتِ الأهلِ وترابِ الوطنِ والعشقِ والنهرِ والبساتين وأمي التي أرضعتني الحب خالصاً، بكيتُ فرحاً وحزناً عسى أن أجد الذين عاهدوني والأولاد، تذكرت أصحابي وأمي الحبيبة، وتمنيتُ الموتَ في وطني.
عند محطةِ وقودٍ أولى تزودنا، الشمسُ بددتْ ضبابَ حزننا شيئاً فشيئاً، ودفئها كحليبِ أمي يبهجُ القلبَ ويعطي جمالاً للروحِ ...
أتقيأك بلاد الغربة لما عانيناه من جدبٍ.
_ حمداً لله على سلامتكم وكل يومٍ وأنتم بألف خير
كان السائق شديد الفرح سعيداً لما حققه من تخليص هذا الحمل الثقيل، وأنا من خلدي أرى تقاسيم الوجوه حيث علاها النشاط والحيوية حين غافلتهم شمس البلاد، ترشش الدم والدمع في الوجنات ليس كما الغربة وجوهنا صفر ودمعنا مرّ كالحنظل .
_ بدأت أغزل من خيوط الشمس أبجدياتي للذين أحبهم، وناغيت الكائنات عليَّ أجد من أهواهُ ويهواني بعد هذا الفراق، و على الرغم من قيامةِ الزمهريرِ إلا أن لهيب الشوق حال دون ذلك فلا صحراء سيبيريا ولا المتجمدتين ولا كل بلاد الثلج تطفئ لهيب الشوق الذي أذاب كل جليد العصور لهذا الوطن الجميل، الآن تنفست الصعداء شاورت الذي بجانبي أيّ الأوطان أحب إليك فقال:
(الصاحب في الغربة وطن)
_ وأيّ
_ أمي
_ وأيّ
_ الحبيبة
_ وأيّ
_ قال : أن أموت في وطني.
بقلم القاص/ياسين خضر القيسي
تعليقات
إرسال تعليق