أتساءل كيف يظنون الحب/بقلم الكاتبة /دينا مصطفى.

 أتساءل كيف يظنون الحب، فالحب ليس لعبة نبدأها كما نريد وننهيها كما نريد.


الحب نعمة وشعور رائع، وعالم جميل ولكنه خطير. ففي زماننا، قتلوا الحب، وجعلوا الحب سلاحًا يصطاد القلوب البريئة ويمزقها بلا رحمة.


أنا شاب جامعي كنت أدرس ليكون لي مستقبلاً باهرًا، كنت أحب الدراسة كثيرًا وأرسم في مخيلتي مستقبلي القادم. كان لي أخت تكبرني بأعوام متزوجة، كنت أودها دائمًا وأطمئن عليها. في يوم وأنا ذاهب لزيارتها، لمحتها تقف مع فتاة على عتبة البيت، كانت جارتهم. اقتربت منهما وألقيت عليهما التحية. تلاقت النظرات بيننا وتعرفنا على بعض، وبالصدفة كانت تدرس معي في نفس الجامعة ولكن كنت أسبقها بسنة واحدة. تعرفنا على بعض وتطورت العلاقة بيننا، أحببتها بجنون وهي الأخرى أحبتني. مرت الأيام علينا، كنت أساعدها في دروسها، كانت أيامًا جميلة جدًا. قررت أن أعمل إلى جانب دراستي لأكون نفسي، وبعد التخرج أذهب لخطبتها، وبالفعل وجدت عملًا وكنت أعمل وأدرس حتى ازدادت علي الضغوطات، كنت أقاوم وأقاوم من أجلها. مرت الأيام وأنا بتلك الحالة، أدرس وأعمل لا راحة ولا نوم حتى فقدت التركيز

 تمامًا، وجدتها تتصل بي. ابتسمت لأنها بالنسبة لي راحتي وسلامي. رددت عليها، فقالت لي بجمود: "متى ستأتي لتطلب يدي؟" أجبت عليها: "نحن اتفقنا بعد التخرج لأكون جاهزًا. نحن ندرس الآن." صاحت بغضب: "إن لم تأتِ، لا تلُم أفعالي." كلمتها بهدوء وقلت: "أنا أعمل بجانب دراستي لأجلك، ولا أرى النوم لأجلك. عليكِ بالصبر." نطقت بكلمات جعلت قلبي يؤلمني. قالت: "إذا، اترك الجامعة واعمل لتطلب يدي في أسرع وقت. أنا لن أصبر أكثر من هذا." قلت لها: "أنا لا أترك مستقبلي أبدًا مهما كان الأمر. كنت أتمنى أن تدعميني وتقفين بجانبي، لكن لا بأس. آسف أنني انتظرت منك شيئًا ليس من حقي." أغلقت الهاتف في وجهي وابتعدت عني. بكيت وبكيت لأنني أحببتها بجنون. لا أتحمل. كنت أتصادف معها في الجامعة، أحاول أن أتحدث معها، ولكن كانت تعاملني كأنني بلا قيمة وكأنني شيء مقزز. وبعد فترة، سمعت أنها تمت خطبتها لشخص آخر، وبعد أيام قليلة تركته وخطبت لغيره. ابتسمت بسخرية، ظننتها ملاكًا بريئًا وهي فتاة عابثة ومستهترة. استسلمت للأمر وابتعدت عنها، وكملت في عملي هذه المرة ليس لأجلها بل لأجلي. واجتهدت في دراستي حتى تخرجت بامتياز، وحمدت الله وتذكرت قول الله عز وجل: "وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ" صدق الله العظيم. بعد أيام، وجدت رقمًا لم يسبق لي أن أعرفه من قبل. ضغطت على زر الإجابة ووضعته على مسامعي، أعرف هذا الصوت جيدًا، ولكنه لم يعد يحركني، لم يعد يدق قلبي عند سماعه.


أجبت:

_ نعم؟ 

_ قالت: اشتقت إليك.

_ قلت لها: اتصلتِ بالرقم الخاطئ، سيدتي. 

_ قالت: لماذا تتهرب مني؟ أنسيت حبنا بهذه السرعة؟ 

_ خرجت مني قهقهة عالية، وقلت لها: معذرة، حب ماذا؟ أنتِ تتوهمين. 

لم يكن بيننا حب يومًا، كان بالنسبة لكِ ملء فراغ، وبالنسبة لي موتًا على قيد الحياة. الحب ليس كما تظنين، أيتها الفتاة المراهقة. الحب شعور وإحساس وتقدير وتضحية. كيف تظنين الحب؟ اذهبي لشخص آخر، ليس أنا من يسمح بالتلاعب بمشاعره، فأنا آسف، فحبكِ مات في قلبي، والميت لا يعود.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


أحببتك ولم أجد غير بعدك.  

جاهدت على نسيانك بطلوع الروح.  

محوتك من قلبي بعد عذاب.  

فلماذا عدتِ الآن؟

🖋دينا مصطفى



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من يكتب لي صدر/بقلم الشاعر /محمود حفظ الله.

عجائب الدنيا /بقلم الكاتبة/دينا مصطفى.

كوكبة الشهداء/بقلم الكاتب /مايك سلمان.