وفاء الزمن الجميل/بقلم الكاتبة /نصيرة قويدري.
" وفاء الزمن الجميل "
قالت وهي في أشد عافيتها مبتسمة رغم كبر سنها.... اسأليها... عما قال لها أبوك ( وتقصد جدي ).
قالت متعجبة : هههه سمعتِ السؤال أجيبي ماذا قال أبي ؟!
وكنت قد نسيت ،
أه نسيت ماذا قال ومتى !؟
قالت الأم :ساعة كنتُ مريضة جدا و جئت لزيارتي .
وبعدها خرجتِ للغرفة الثانية وجلستِ قرب جدك تتحدثان.
أنت من قلت لي هذا .
آه صح صح تذكرت ههههه إيـــــه وما زلت تتذكرين !؟
كان يبدو عليها الفرح والطمأنينة والرضى وأشياء كثيرة جميلة لا أجد لها تعبيرا مناسبا ..
كان رجلا كبيرا في السن ولم يكن يبدو عليه ذلك، قهر الدنيا ولم تقهره ..رجل مسجد ، متصدق في الخفاء طيب القلب، لكنه لم يكن الرجل الذي يبدي حبه لشريكة حياته...الجميع كان يظن أنهما على غير وفاق ولكن ...
وأنا أجالسه ساعتها باح لي بشيء وعيناه تبرق من الدمع متنهدا خائفا من ألم الفراق وكأنه يستحضر جميع ما مر به معها خلال ستين سنة أو أكثر ..
وقال: لو حدث لذهبية شيء لن أبقى أبدا في هذا البلد أبيع المنزل وأسافر حيث لا يعرفني أحد .
وكان يقصد أنه يذهب إلى حيث لا يتذكرها ولا خدمتها له وطاعتها ومودتها ولا السنين التي جمعت بينهماوووو فوجدت الكلمة المناسبة أخيرا ......
إنها الوفاء ..
الخصلة الخلقية .. التفاني من أجل شخص بصدق خالص ، "ولا يكون الصدق إلا في القول"
وهو قالها ...وسقطت من عينيه الحزينتين دمعة... وأجهشتُ باكية .
وبعد مرور سنوات عرفت أنني جبرت خاطر زوجته لما أخبرتها بحقيقة كانت تجهلها وهي تعيش معه .
كانت تلك قصة جدي رحمه وزوجته حفظها الله وأطال عمرها (حقيقية ) .
قويدري نصيرة
الجزائر العاصمة
23/08/24
تعليقات
إرسال تعليق