الحب له أحكام/بقلم الشاعرة /دينا مصطفى.
"الحب له أحكام"
لكل قصة بداية ولكل بداية نهاية... ولكن عندما تبدأ القصة بكذبة، فإن لكل كذبة نهاية
اجتمعنا نحن الأربعة للاسترخاء وقضاء اليوم معًا. فجلسنا كالعادة لنتحدث في بعض الأمور. تكلمت إحداهن وقالت: “أفتقده كثيرًا. لقد مر وقت قليل، لكني أريد التحدث معه”. ردت الثانية وقالت: ما مرت إلا ساعة واحدة، اهدئي يا فتاة. فأجابت : سأتصل به لبضع دقائق وسأعود. نهضت وابتعدت واتصلت به. وقالت الثانية: سأتحدث أيضاً مع حبيبي لبضع دقائق وسأعود. وقالت الثالثة نفس الشيء. أما أنا، فأمسكت بهاتفي وبدأت العبث به. أردت التحدث معه، لكنني تراجعت. حتى قررت واتصلت به، لم يرد بل كان مشغولا بمكالمة أخرى. جاءت صديقاتي خائفات، وقالت كل واحدة منهن: "كان مشغولاً بمكالمة أخرى". بدت الصدمة واضحة علينا ،لمَ نحن الثلاثة في نفس الوقت، وتحديداً بعد أن اتصلت صديقتنا الأولى بحبيبها . أعتقد أن هناك بعض الغموض، جلست أفكر معهم: هل من الممكن أن يكون نفس الشخص، رجلًا واحدًا؟ قالت: كيف هذا؟ لا، مستحيل! رددت عليهم وقلت: سنتفق معًا على اتفاق، عندما تنتهي من المكالمة سأتصل اتصالًا سريعًا، إن لم يكن مشغولًا. فهكذا سنكون قد اقتربنا من معرفة الحقيقة. مرت الدقائق بصعوبة، كان الجو مشحونًا بالخوف والقلق والتوتر. عادت صديقتنا بعد أن انتهت مكالمتها وجلست. أمسكت بهاتفي واتصلت به اتصالًا سريعًا، كان قد أنهى مكالمته. أغلقت الهاتف بسرعة وقلت للثانية: اتصلي به. اتصلت به، رد عليها، فقلت للثالثة: كل منا تتصل بحبيبها فورًا. كل واحدة تتصل، تجده مشغولًا في مكالمة أخرى. أشرت للثانية بأن تنهي المكالمة، وعندما انتهت، قلت لهم: نحن خدعنا رجل واحد. ردت الأولى: كيف؟ قلت: نحن نحب نفس الشخص. كانت كل منهما مصدومة، ولكن أنا كانت روحي تعافر داخل جسدي، فأنا أحببته من كل قلبي، قدمت له كل شيء، والآن هو قدم لي الخيانة، ومع من؟ صديقاتي! ليس صديقة واحدة، لا أعرف، أضحك أم أبكي؟ فإنه لعوب وأناني، ليسعد نفسه، يدمر من حوله. قالت الأولى: تعلقت به ورسمته كزوج مناسب لي، لكن لم أحبه الحب الكافي. وقالت الثانية: كان بالنسبة لي صديقًا، وبدأ الإعجاب بيننا، لكن لم أحبه الحب الذي يتعب قلبي عند فقدانه، وقالت الثالثة: "كنت على وشك أن أحبه، هو وعدني أن يطلب يدي، ففكرت أن أعطي نفسي فرصة وارتبطت به، ولكن ظهر الله لي حقيقته قبل أن أدمنه. أما أنا فقلت:
" فأنا أحببته بقلبي وروحي، ولم أر رجلًا غيره بعيني، فهو حبيب قلبي وسلطاني. واليوم طعنني في قلبي، وصدمني مع أحبابي. يا الله من وجع القلب، عندما يطعن غدرًا. فلن أستسلم أبدًا، وسأجعله يعود معتذرًا، وسأعلمه الدرس الذي لم يتعلمه يومًا، وسأجعله يخاف أن ينظر لأي أنثى. فانتظروا ماذا سأفعل."وقلت أيضًا، مع العلم أنني كنت سأقول كل واحدة تخرج رقمه لنتأكد، ولكن أحببت أن أثبت لكم بهذه الطريقة لكي تقتنعوا. أنا أعتذر لكم، فأنا أحبكم، والله يعلم أنني لم أنظر إلى أي شخص يخصكم، ولو كنت أعلم لكنت أخرجت قلبي ودعسته بقدمي قبل أن يدق لشيء لا يحق النبض له. لم أشعر سوى بدموعي ودموعهم، التفوا حولي وضموني، لكن كنت تائهة ضائعة. كان جسدي مخدرًا، أحاول أن أستوعب، لكن صوت أنين آلامي كان عاليًا، يسمعه من في الشمال والجنوب، ومن يقف على الحدود، ومن يعبر الأنهار والبحور، ولكن جمعت قواي لكي لا أستسلم وقلت لهم: سأذهب إلى البيت ونلتقي غدًا، عندما عدت إلى البيت، كان المساء قد حل وزينت النجوم السماء. جلست في غرفتي أفكر ماذا سأفعل معه.فخطرت على بالي فكرة، فاتصلت بكل واحدة منهن وقلت لها: ما الذي سنفعل غدًا، واتفقنا معًا. ظللتُ طول الليل مستيقظة، لم أذق طعم النوم. كانت هناك غصة في قلبي تؤلمني. الموقف صعب عندما تحب شخصًا وتكتشف أن غيرك يشاركك فيه، والمؤسف أنهن أعز ما لديك" أصدقاؤك"مرت ليلة بائسة وأتى نهار جديد لتظهر حقائق وتموت كذبات.اتصلت به وعندما رد، قلت له: "اشتقت إليك، أريد أن أقابلك لأحكي معك." رد علي وقال: "وأنا أيضاً اشتقت إليك. أنا موافق، حددي المكان وسنتقابل." قلت له: "متى يقابلني وأين؟" ومر الوقت وتقابلنا.تقابلنا في مكاني المفضل على النيل. جلست وجلس بجانبي، فقلت له: كيف حالك؟ هل أنت سعيد أم حزين؟ ضحك بخفة وقال: بالتأكيد سعيد بوجودك. فقلت: كم امرأة تحبها؟ قشعر جبينه وقال: ما هذا السؤال؟ بالطبع امرأة واحدة، وهي أنتِ. قلت له: جميل، ولكن أنا أحب ثلاثة وأنت رابعهم. قال لي: ما هذه المزحة يا فتاة؟ عيب عليكِ، لا تقولي هكذا أمامي مرة أخرى، فأنا رجل ولن أتحمل من تخصني تقول هذا الكلام. خرجت مني ضحكة عالية وقلت: ولم لا أحب كما أريد؟ قال لي: أنتِ مجنونة، ما هذا الجنون؟ قلت له: من يحب كما يريد فهذا مجنون. نهض وهو غاضب مني وقال: أنا أخطأت في حق نفسي عندما سمحت لنفسي أن أقابلك. فقلت له: الأمر ضايقك صحيح، ولكن أنت تفعل في غيرك هذا، وبالنسبة لك السعادة بأكملها. قال لها: ماذا تقصدين؟ هل حدث في عقلك شيء؟ قلت له: لا، أنا أقول الحقيقة. فصفقت بيدي عالياً، فأتت صديقاتي الثلاثة. فقلت له: "تيرارا "ما رأيك يا حبيبنا الجميل؟ هل كنت تعلم أننا أغبياء؟ هل هناك رجل عاقل يفعل ما فعلته؟ تضحك علينا نحن الأربعة، وكل واحدة منا تعدها بأنك ستتزوجها ونحن صديقات. ماذا كانت نيتك؟ أتريد أن تفرقنا عن بعض، أم ماذا تريد؟ أنت أخطأت، أخطأت كثيراً، ومع من؟ بنات حواء، كانت الصدمة تبدو واضحة عليه، لا يعرف ماذا يرد وبماذا يجيب. فقط وقف مكتوف اليدين، تركنا وجلس وقال: "أنتن الأربعة جميلات، وكل واحدة منكن كان فيها ميزة. الأولى كانت تمزح كثيرًا، وأنا أحب هذا، أما الثانية فكانت تهتم بأموري، أين كنت وماذا تفعل. أما الثالثة فكانت تغار عليّ بجنون، أما الرابعة وهي أنتِ، أحببتيني بقلبك وروحك. أعرف أنني أخطأت، ولكن أنا رجل. قلت له: لم تتمسكون بهذه الكلمة؟ ما الفرق بين الرجل والمرأة؟ الخيانة يعاقب عليها الاثنان. لا تبرر لنفسك، فأنت أناني وطعنت أربع قلوب بسيف واحد. فاليوم يكون الفراق بيننا وبينك."قال لي: "ولكني أحببتك." قلت له: "عندما تموت الثقة، يموت معها كل شيء.
لا تنتظر مني أن أقول لك: 'أسامحك'، بل سأجعلك تندم على كل ما فعلته، وعلى قلبي الذي دمرته، وعلى ظلم هذه الفتيات اللواتي لم يستحققن منك كل هذا. لا أريد أن أراك أمامي مرة أخرى، وبالنسبة لقلبي، إن لم يمحُك من داخله، سأدعسه بقدمي."وتركتهم وذهبت وأنا كالميتة، حاولت أن أقاوم تلك الأوجاع، ولكن كل من أحب سيشعر بما أقول. مرت أيام وشهور وأنا بتلك الحالة، ولكن حاولت أن أتكيف وأعيش. فقلت لنفسي: الدنيا لم تقف على أحد، فمن باعني سأبيعه وسأعيش. اتصلت بي صديقتي وقالت أنها تعزمني على حفل خطبة أختها، فقلت لها بالتأكيد سآتي لأنها أختي أيضًا. وعندما جاء موعد الحفلة، ذهبت وأنا بكامل أناقتي، وارتديت فستانًا زهري اللون. عندما دخلت، صفق الجميع، تعجبت من هذا المنظر فقلت: ما الذي يحدث؟ سمعت صوتًا لم أنساه حتى لو بعد مئة قرن، وقال: اليوم جمعتكم لأريكم شيئًا. وعرض على شاشة فيديو كان ذلك اليوم الذي كشفت فيه حقيقته. بعد أن انتهى الفيديو، قال: هذه الفتاة علمتني درسًا لن أنساه، علمتني أنه لا فرق بين رجل وامرأة في الخيانة، وعلمتني أن لكل كذبة نهاية، وغيرتني للأفضل. كنت شابًا طائشًا والآن أصبحت رجلًا عاقلًا. فأنا أمام الجميع أعتذر لكِ ولهن، وأطلب منكِ السماح. قلت له: أنتم تلعبون بمشاعر المرأة وتفكرون أنها كائن ضعيف، ولكن كل ضربة نأخذها تجعلنا أقوياء، ولا نسمح بالهزيمة أبدًا. وإن وضعت المرأة شيئًا في رأسها، لا تخضع حتى تفعله. فرسالتي لكل رجل: لا تكسر قلب أنثى، لأن الأنثى إذا كُسِر قلبها تصبح كالصاعقة وتدمر من حولها.
رد عليّ وقال: "تقبلي أن تتزوجيني." فقلت له وأنا أبتسم: "نعم، أقبل. فبعد هذا الدرس الذي علمتك إياه، لا داعي للرفض."
فتحِيَة لكل امرأة قوية لا تستسلم أبدًا، لا تسمح لأحد أن يكسر قلبها، وتحياتي لكل رجل مخلص يعرف قيمة من يحب. وتحياتي لكل من لمست كلماتي قلبه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا تفكر أنني ضعيفة
ومن حبي لك سأبقى قريبة
لكن والله إن عاندت
وحاولت إرضائي
وجمعت العالم أمامي
لن أخضع حتى أعلمك الدرس.
🖋دينا مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق