وتمنى الحب يوماً/بقلم الشاعر /عبدالله العزالى.

 .* وتمنى الحب يوماً *. 

لي صديق نادرا مايتكلم عن قلبه

فهو مستمع جيد 

ناصح أمين لمن حوله

جاء وجلس بجانبي 

وتلك عادته ولكنه كان اليوم مختلفا فهو لم يكن صامتا ككل يوم 

بل كان يتململ وينظر نحوي

ثم بدأ حديثه بتنهيدة شوق  وقال 

أرسلت إليها اليوم  بخطاب ورقي

فقلت أأنت فعلت ذلك؟ 

ولمن أرسلت الخطاب؟ 

فنظر نحوي بنظرة خجل  

ثم قال بسرعة 

وكأنه يخاف أن تهرب منه الكلمات

 نعم أنا من أرسل إليها رسالة

تلك التي شغلت مني القلب

فقلت له تمهل وأكمل حديثك 

فقال كنت  أخاف أن أتحدث إليها 

أو أنظر إلى عيونها

وهي التي أبدا لم تلتفت نحوي 

ولم تمنحني حتى نظرة  منها

والعجيب أنني لم أتركها لحظة من أول يوم رأيتها فيه

بل كنت متابعا لها في كل خطوة 

أراقبها من بعيد

أقترب منها إن ابتعدت 

وأقف إن أصبحت قريبا منها ..

لأعرف إن كانت لاحظت اقترابي وبعدي عنها أم لا 

ولم يشغل بالي هذا الأمر منها 

مرت بي أعوام وأنا على هذا الحال حتى أصابني في يوم جنون عقل 

وقلت سأكلمها اليوم ليرتاح فكري 

فلم أكن مدركا لحقيقة الحب في قلبها

فقلت أقول لها ليرتاح قلبي 

فهي الساكنة في عمري

أعرف قدومها حينما ينبض قلبي قبل أن تراها عيني 

وأكمل يقول

وأمس كتبت رسالة على ورقة صغيرة 

قلت لها فيها "ممكن نتكلم "

ثم ألقيت الورقة بالقرب منها 

وذهبت مسرعًا 

بل الحقيقة أنني كنت أجري بخطوات ثابتة متمهلا متوجسا منتظرا منها الرد .. 

فلم أحظ منها برد ..

أيعجبك هذا منها 

وأنا المحب لها منذ أن رأتها عيني؟

فقلت له  

وكيف سترد عليك 

وأنت المحافظ بينكما على مسافة ثابتة  

فلم تقترب فتعلم بحبك

ولم تبتعد ليرتاح القلب منك

فقال  

أتعرف أني أحس معها كأني مربوط بها بخيط حريري ناعم  قاسٍ لا أستطيع الفكاك منه

بل أصبحت مستلذ عذابي بمتابعتها 

واليوم أخذتني الشجاعة فكتبت 

ولم أفكر كيف سترد ولمن سيكون الرد 

وأنا الذي لم يحدثها كما قلت لك يوماً غير بتلك الورقة التي ألقيتها بالقرب منها وهي لاتعلم من أنا

ولكني سأنتظر الرد 

ويجب عليها أن ترد 

فكيف لم يخبرها قلبها عني

فتعجبت من منطقه وقبل أن أرد 

قال 

كيف لها أن تنساني ولا ترد على رسالتي بقبول أو رفض 

فأشفقت عليه من وهم أنها تدري به

فقلت

أنسيت أنه ربما ذهبت الريح بالورقة إلى حيث متاهات الحياة ..

وأنها لم ترها يوما ولم تشعر بك

أو لعلها مشغولة القلب بغيرك

فنظر نحوي بدهشة وكأنه اكتشف أني بجانبه فجأة 

ثم عاد لهدوئه المعتاد وصمت 

ولكن بعد قليل قال كلمات أتعبت قلبي قال

إذاً لم ولن أحظى براحة بال لقلبي

وسأبقى مع متاهااااااااات نفس 

تمنت الحب يوماً

سواء اقتربت أو عنها ابتعدت 

فيا ويحي على ضياع عمري

ثم انصرف 

ولم يتكلم بعدها معي عنها أبداً 

أيكون  قد كره الحب؟ 

أم كره تبصيره بأنه واهم الحب؟ 

=======

عبدالله العزالى  .



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من يكتب لي صدر/بقلم الشاعر /محمود حفظ الله.

عجائب الدنيا /بقلم الكاتبة/دينا مصطفى.

كوكبة الشهداء/بقلم الكاتب /مايك سلمان.