حب في زمن الأمواج/بقلم الكاتبة /عايدة ناشد باسيلي.

 قصة قصيرة 

حب في زمن الأمواج ...


في مدينة الإسكندرية الجميلة، يقطن فنان موهوب يدعى "ناجي"، كان يعيش حياة هادئة ، في إحدى شققها القديمة المطلة على أحد شواطئها. 

يقضي معظم وقته على الشاطئ ، مستغلا إياه في رسم اللوحات، وكتابة القصائد التي تبوح بأسرار حبه للبحر والطبيعة.

بينما كان يرسم على الشاطئ، ذات يومٍ رأى امرأة جميلة تتمشى على الرمال.

 كانت تلبس فستانًا أبيض يرفرف مع الريح، وترتدي قبعة صغيرة تحمي وجهها من أشعة الشمس. لم ير "ناجي" وجهها جيدًا، لكنه شعورٌ غريبٌ جعله ينجذب نحوها.

بدأ يرى المرأة نفسها كل يوم على الشاطئ، وفي الوقت نفسه كان يرسمها من بعيد، محاولًا التقاط جمالها على الورق. لكنه لم يجرؤ على التحدث معها.

بينما كان يرسم ذات يوم سقطت قبعتها بسبب الريح. ركض نحو القبعة محاولًا إنقاذها وإعادتها إليها. أحس بشعور غريب وهو يلمس يدها، شعر بالدفء ينتشر في جسده.

قالت له المرأة بابتسامة جميلة: "شكرًا لك، أنا حنان." تبادلَا الأحاديث وعرف "ناجي" أن"حنان"  كاتبة روايات، تأتي إلى الشاطئ لتقبض على الإلهام.

مع مرور الأيام، أصبح "ناجي" و"حنان" أصدقاء مقربين. كانا يقضيان ساعات طويلة في الحديث عن الفن والأدب والحياة.

 اكتشف " ناجي " أن " حنان"  امرأة هادئة وذكية ، تحب الطبيعة والبحر أكثر من أي شيء آخر. لم تكن قد أحبت أحدًا من قبل، ولكنها كانت تحلم دائمًا بالعثور على الحب الحقيقي.

 تأثرت " حنان " بجمال لوحات "ناجي" وعمق قصائده. 

بدأت تشعر بالدفء في قلبها كل مرة كانت تقضيها معه، بينما كانا يجلسان على الشاطئ، يشاهدان البحر ويتحدثان عن أحلامهما، بدآ يشعران بروابط عميقة بينهما.

بينما كانا يتبادلان الحديث  على الشاطئ يومًا، ، أخذ "ناجي" يد "حنان" وقال لها بلهفة وصدق : " أنا أحبك حنان ، أحبك لأنك تجعلينني أحس بالسعادة والسلام. أنت الضوء الذي دخل حياتي، وجعل كل شيء يبدو أكثر إشراقًا."

نظرت إليه " حنان " ، ترقرقت الدموع من عينيها وهي تقول له : "أنا أيضًا أحبك ، فبك عثرت على الحب الحقيقي لأول مرة في حياتي، أنت الفنان الذي رسم لي حياتي بألوان السعادة والأمان "

 كان البحر يلمع تحت أشعة الشمس الغاربة، مثل حبهما ، عميقًا وجميلًا، يحيطهما النسيم بالسلام والهدوء ، يشعرهما بالبهجة والاطمئنان ، يأخذهما إلى عالم بعيد،  يغمرهما بأمواجه الهادئة، يحملهما إلى أعماقه في عالم خاص بهما، في تلك اللحظات الساحرة ،عرفا أن حبهما سيدوم إلى الأبد .


عايدة ناشد باسيلي



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من يكتب لي صدر/بقلم الشاعر /محمود حفظ الله.

عجائب الدنيا /بقلم الكاتبة/دينا مصطفى.

كوكبة الشهداء/بقلم الكاتب /مايك سلمان.