سألت/بقلم الكاتبة /أم إبراهيم.
سألت نجوى أحد الرجلين عن سبب بغضهم من سامر فأجابها أحدهم قائلًا:-
–يجب أن يلحق بأبيه وإلا ..
–وإلا ماذا؟
–أنت ..هل تعرف مكانه؟..كان يجب أن يُقتل من زمان لكن لم تسنح لي الفرصة فهو نبيه ،ولا يقدر عليه أحد ،أود أن يقتل على يدي لكنني لا أريد التورط بذلك ..فهجم على نجوى وأمسكها من قميصها وقال لها:-
–إياك أن تتفوه بأي كلمة وإلا سوف تموت قبله أفهمت؟
راود نجوى شك بأن هؤلاء الرجال موضوعهما يتعلق بقتل والد سامر ،لكنها أرادت أن تتأكد وبعدها تخبر سامر...
رجعت نجوى وهي منهكة تعبة وتحمل همًا ثقيلًا على قلبها وحين وصولها لم تجد سامر قد عاد وقامت بالاستحمام وتغيير ملابسها والاعتناء بالأولاد المساكين حتى عاد سامر فاستقبلته بكل شوق وهي مبتسمة ولم تظهر على وجهها أي شيء مما عانته وما حدث في يومها ،فاقترب سامر منها يسألها بكل لهفة :-
–أخبريني أيتها العزيزة ماذا حدث معكِ اليوم وهل هناك من ضايقك أو أزعجك قولي هيا قولي تكلمي..فردت نجوى ضاحكة فرحة تخفي ما في قلبها
–لقد استمتعت اليوم كثيرًا ،فما أجمل أن يمارس الإنسان عملًا مختلفًا وأما عن مضايقتي فلن يجرؤ أحد بأن يفعل ذلك فكما تعرف ذهبت بهيئة رجل أم قد نسيت؟
–حمداً لله عزيزتي ..
–وأنت ..ماذا حدث معك اليوم وكيف كان يومك ..قالت كلماتها هذه وتبدو الغيرة على وجهها فأجابها قائلاً..وهو ضاحك
–لا شيء عزيزتي ..!بعدها صار يحدثها عن أجواء الجامعة ولهفته للدراسة وأمله بالمستقبل لكنه أخبرها بأن عملها هذا ينغص عليه حياته فلابد لها أن تتركه وسوف يدبر أمره هو فأجابته قائلة تهدئ من روعه...
-لن يطول ذلك كثيرًا فقط تحمل قليلًا فذهبت عنه
قضت نجوى ليلة صعبة من شدة خوفها على سامر لكنها في نفس الوقت شعرت بقليل من الفخر لأنها تقريبًا سوف تتعرف على قاتل والد سامر فقط بقي أن تتأكد وإن كان ذلك صعبًا عليها أن تكون بين ناس مشردين قتلة قد يؤذوها في أية لحظة لكنها واثقة بأنها سوف تكون نبيهة وتستطيع أن تحفظ نفسها منهم وببراعتها سوف تصل إلى ما تريد أن تصل إليه وإن تطلب ذلك قوة عضلات فقد كانت قبل سنتين أو أكثر كانت ترتاد مدرسة تعليم الكاراتيه للنساء مما جعلها تملك قوة جسدية تستطيع بها الدفاع عن نفسها!
وفي اليوم التالي...صحت نجوى من نومها باكرة ورحلت من بيت عمتها إلى بيت سامر فجهزت الفطور وأيقظت سامر والأولاد وطلبت منه أن يتعجل لأنه سوف يتأخر عن جامعته فحدثها قبل رحيله...
–أيتها المجنونة ألا زلتِ متمسكة برأيك ..فأجابت بكل ثقة وعزم..
–نعم لازلت ورجاءً لا تتدخل بعملي لأنني مستمتعة به
–حسناً يا مجنونة تعالي واجلسي بجانبي..فاستجابت له وجلست بجانبه ولم تتفوه بكلمة وأرادت أن تطعمه وكأنه ولد صغير..فأمسك بيدها بقوة وأسقط الملعقة ورمقها بنظرة حب عميقة للحظات وبعدها حدثها قائلاً:-
–أطعمي نفسكِ جيدًا أيتها العزيزة وأسرعي بالذهاب إلى عملك المهم الذي تعشقينه ..قال كلماته هذه بعدما ملأ عينيه من رؤية وجهها الجميل الذي تبدو عليه ملامح حزن ممزوجة بحب وحنان عظيمين..وخوف ودهشة وعدم ارتياح لم يسبق أن شعر بها على وجهها من قبل..والشعور الأخير جعله يقلق عليها ...يتبع
بقلمي أم إبراهيم
تعليقات
إرسال تعليق