سَربٌ فوقَ عَباءَةِ الهوى/بقلم الشاعرة /سناء شمه.
سَربٌ فوقَ عَباءَةِ الهوى
مَهٍ أيّها الفؤاد المخلوع
عن عرشِ الوصال
ها قد جَفّ ينبوعُ الشوقِ
في مواسم الأمطارِ
وما تركَ إلاّ يَبساً في زحمةِ الأماني يدنوه الجُرحُ وما عادَ بالسَيلِ يَلتَئمُ.
كرةُ النارِ تدجرَت من سفحها، تحرقُ خبايا الوَجدِ كأفواهٍ للعمرِ تَلتَهمُ.
ذاكَ الكوخُ الرمادي تهاوى
بأذرعِ الريحِ العنيدة
حسبُه ينأى عن الأوباش ومن قدومِ العزيزِ لِلنجاةِ
يَغتَنمُ.
دارَت رحى الأعوامِ كَسيحةً يُقايضُها الصبر وانتظار فجرٍ يؤذّنُ لِصلاةِ شُكرٍ
ليسَت خَبايا حكاية في الجيوب، أو لِنهارهِ يَثورُ و يَنتقمُ.
لكنّ الأقدار َ انزاحَت صوبَ الغروب
ساعاتٌ بطيئةٌ تغتسلُ منه
فيأتيها ليلٌ يحملُ أوجاعاً
على أردافهِ دموعٌ زحامٌ تَحتَدمُ
ومرآةُ الصُبحِ يغشّيها غبارُ الحُزن
فَذاكَ الفتى الممشوق قد غادرَ المدينة
في تابوتِ اللّاعودة بغيرِ ضريح
وتَكالبَ عليكَ أيّها الفؤاد
سَربٌ فوقَ عَباءَةِ الهوى
ينهشُ العشقَ ويَسوقُ الأعناقَ إلى أرضٍ جُرُز، يُلوّحُ بأصابع الكَذِب
كأخوةِ يوسف بِدَمِ الذئبِ تَرطتمُ.
كَفاكَ سرابيلَ أثقلَت جُدرانَ الصّمّ
وغَدَوتَ ضريرا، لا عيداً له يَبتَسمُ.
أينَ زريابُ يعزفُ وتراً
تَخدرُ به الأنفاسَ والمُقَلَ
وهذا الصبرُ مكنونُ رافدي
كم ارتشفتُ كؤوساً من فيضهِ
وَبلَغتُ أوداجَ الرحيلِ مُذعنةً
لا طيبَ للعيشِ والجرحُ لِلمِلحِ يَقتَسمُ.
كم ناديتُ وطناً يَلُمُّ أشلائي في مرتعِ المُنى
يُغني عاصِفتي عن كلّ الخيمات
يُهديني خارطةً ما بعدَ القِفار
أحُطُّ جناحَيَ عندَ نافذةِ الليلِ آمِنةً
وأرتجي فَمَ الزمانِ من ضرعِ الأسى المَمدودِ
يَنفَطمُ.
بقلمي / سناء شمه
العراق
تعليقات
إرسال تعليق