حضرة عامل النظافة الجزء (35)..والأخير/بقلم الكاتبة /أم إبراهيم.

 حضرة عامل النظافة الجزء (35)..والأخير**


 حين كان سامر في الماضي يدون كل ما يحدث بينه وبين نجوى وكل تفاصيل حياته من بدايتها إلى نهايتها، وأحداث قضية قتل والده وكشفها بفضل نجوى، والنهاية التعيسة لزوجته زهرة، وفي النهاية دوّن وحدته واشتياقه لنجوى، كل ذلك دونه وطبعه على شكل رواية وقام بنشرها ليطلع القراء على ألمه من خلال كتابه، فحصلت على إعجاب معظم الناس من خلال مضمونها المحزن، ولاقت إقبالًا واسعًا أيضًا من معظم القراء ومشاهير الأدب، وصار كاتبًا مشهورًا كتب الكثير من الروايات الخيالية والقصص التي تشابه قصته ودورة حياته المؤلمة.


توسط عمره وكبر إخوته وصاروا ذوي مكانة في المجتمع، وكلّفه والد زهرة بتوكل كل أعماله، فصار مشهورًا وغنيًا، وله سمعته وهيبته بين الناس، كل ذلك لم يُنسه نجوى ولا أسعده ولا عرف غيرها مطلقًا، ولم يعرف الراحة لكثرة أعماله والتزاماته، وفي يوم قرر أن يأخذ عطلة يرتاح فيها من عناء وضغوطات العمل، فقرر أن يذهب مع أمتعته إلى المكان الذي كان يذكّره بماضيه الحزين والسعيد في نفس الوقت.

فذهب هناك إلى تلك  التلة التي قرب البحر ، صار يتأمله ويذكر ماضيه. مرت في مخيلته كل الأحداث من بدايتها إلى نهايتها،  كل شيء حدث له لم ينسه، وحين شعر بقليل من الطمأنينة والهدوء،تمنى في نفسه لو أن نجوى حاضرة الآن وتعلم مدى اشتياقه وحبه الكبيرين ولهفته. رفع رأسه إلى الأعلى واغمض عينيه وصار يردد: "أين أنتِ يا رفيقة روحي، فلم أعهد منكِ كل هذه القسوة ولا هذا الجفاء. وهل قلبكِ من حجر؟.. لا وألف لا فأنتِ روحي ومن لا يعرف روحه. أنقذيني، أنجديني وارجعي لي قبل أن يكتمل عمر سنيني، وقبل فوات الأوان، ربما لم تجديني."..


خفض برأسه أرضًا ، نزلت دموعه أنهارًا تتساقط على الأرض، وبعد أن أفرغ كل همه بالبكاء، اِلتفت نحو اليمين، فرأى امرأة ترتدي السواد جالسة وحدها تشم نسائم البحر، وترمي بالحجيرات فيه بخفة يدها. يبدو اليأس على مظهرها، وحين رآها سامر نبض قلبه بسرعة وكاد أن يخرج من صدره ولم يعرف سببًا لذلك. فحدّث نفسه أن يقترب منها ليرى ما أمرها، فاقترب فرأى شيئًا من ملامحها فبدا كأنه يعرفها. فشعرت به والتفتت فإذا بها نجوى! 


انحنى سامر على ركبتيه أمامها واضعًا يديه على رجليها كأنه طفل قد أضاع أمه منذ سنين، وحين وجدها فزع من شدة فرحه ودهشته، فارتمى في أحضانها وصار يبكي بصوت عالٍ وبكل حرقة. فلمسته على رأسه وعلى جسده تتحسسه، وقالت له: "من؟ .. حبيب الروح؟" فنظر إليها مندهشًا ودموعه تبلل كل وجهه مستغربًا، قرّب يديه من عينيها فلم ترمش!.. فقد ابيضت عيناها من كثرة البكاء والحسرة... تلك هي النهاية


بقلمي أم إبراهيم🇮🇶



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من يكتب لي صدر/بقلم الشاعر /محمود حفظ الله.

عجائب الدنيا /بقلم الكاتبة/دينا مصطفى.

كوكبة الشهداء/بقلم الكاتب /مايك سلمان.