حضرة عامل النظافة الجزء/بقلم الكاتبة /أم إبراهيم.

 حضرة عامل النظافة الجزء (32)


نهض سامر من نومه مفزوعًا، فتذكر ما حدث يوم أمس، فذهب إلى بيت العمة. وحين وصل هناك كان متلهفًا ظنًا منه أن نجوى عندها. وحين فتحت له العمة الباب، وكانت في عز نومها قبل أن يأتي سامر، دُهشت حين رأت سامرًا ، فحاله يرثى لها، فقال لها متلهفًا:

- أين نجوى؟..ردت العمة: 

- ماذا بك يا سامر؟ هل هناك شيء؟ نجوى في بيتها، أليس لديك علم بذلك؟  

- أرجوكِ عمتي، كلمي والدتها واسألي عنها، لكن لا تخبريها بأنني أنا من يسأل عنها!  

- حسنًا بني، تعال وادخل أرجوك، فيبدو أنك لست على ما يرام.  

دخل سامر وجلس، وصار ينتظر العمة. فاتصلت العمة بوالدة نجوى وسألتها عنها، فأجابتها أنها لم تعد إلى المنزل منذ البارحة. ربما ذهبت عند ذلك الرجل المشؤوم الذي غيّر بل دمر لها حياتها! وهي تهذي وتطيل في الكلام، تركتها العمة تتكلم وحدها، والتفتت إلى سامر وأخبرته بأن نجوى لم تكن في منزلها البارحة، وأردفت قائلة:" ترى أين ذهبت يا بني؟ أخبرني! قالت كلماتها هذه وهي في أشد قلقها، فتركها سامر دون أن يرد عليها، وذهب مسرعًا إلى الشارع ينظر بكل الاتجاهات كأنه واقف في صحراء قاحلة لوحده، تائه لا يعلم ماذا يفعل أو أين يذهب. فركع على ركبتيه وصار يبكي ويستنجد بالله أن يساعده وأن يكون سندًا له في هذه المحنة الصعبة. فنجوى كل حياته، وها قد غادرت، لا يعرف أين ذهبت وأين يبحث عنها. فظلّ على حاله هذه بضع دقائق، بعدها ذهب وجلس في سيارته يحاول الاتصال بها، لكن جهازها كان مغلقًا. بعدها رمى بجهازه إلى الخلف وذهب إلى نفس المكان على تلك التلة، وحين وصل، جلس و أخرج ورقةً من جيبه، و أخذ يدون رسالة ، كتبها لنجوى، بعدها ألقى بها في البحر. وحين حل المساء، عاد إلى منزل إخوته وظل ليله يلوم نفسه ساعة ويبكي ساعةً أخرى حتى الفجر. بعدها ومن دون أن يشعر، نام ودموعه على خديه والحسرة تملأ قلبه.


بعد فترة، وبعد بحث دام فترة من الزمن، لم يجد أحدًا نجوى، لا سامر ولا عائلتها، فأوشك اليأس أن يغلب عليهم، إلا سامر ظلّ على أمل أن تعود لأنه يعرف من هو بالنسبة لها، ويعلم أن قلبها لم يطاوعها على تركه قلقًا هكذا، ونسي أنه قتل الثقة التي تشعر بها تجاهه حين خانها..!

ومرت أيام أُخر وسامر لا يعلم ماذا يفعل، وزهرة لا تعرف كيف تكلم سامر وبأي محاولة تجعله ينسى نجوى،وأوشك اليأس أن يغلب عليه ورضا بواقعه،لكنه صار حزين لا تعرف شفتاه بسمة، وعاش على ذكراها وهي أبدًا لم تغب عن باله لحظة واحدة. 

وفي يوم، مرِضت زهرة، بسبب إهمال سامر لها،  تعِب قلبها و لأنها لم تجد مكانًا في قلب سامر رغم أنه تزوجها لكنها حساسة وكانت تشعر بذلك، وشعرت  كيف آلمه غياب نجوى وكيف أثر عليه، فيئست وصارت طريحة الفراش يائسة بائسة،  لا أمل لها! ..يتبع


بقلمي أم إبراهيم🇮🇶



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من يكتب لي صدر/بقلم الشاعر /محمود حفظ الله.

عجائب الدنيا /بقلم الكاتبة/دينا مصطفى.

كوكبة الشهداء/بقلم الكاتب /مايك سلمان.