قصة قصيرة/بقلم الكاتبة/هانم عطية.

**قصة قصيرة**

كان صامتًا، لا يتحدث ولا يبوح بمشاعره، لا يفرح ولا يحزن. حديثه الوحيد كان مع المرآة، مع الجاكيت، مع القميص، ومع العطر. أما هي، فقد صمتت أيضًا، لكن داخلها كان بركانًا يغلي، ثورة عارمة على وشك الانفجار. خرج دون أن يكترث لنظراتها الحادة، تاركًا خلفه عبق العطر الذي يذكرها به، وقد أرهقتها معاملته الباردة.

نهضت بانفعال، فتحت نوافذ المنزل، التهمت الطعام، وبدأت تمشط شعرها بعنف، وضعت مساحيق صاخبة على وجهها. لكن سرعان ما انتابها شعور بالهمدان، فاستسلمت للفراش، حيث ضعفت ثورتها وهدأت، واستجابت للبكاء في صمت.

وقعت عيناها على هاتفها المحمول الذي كان على وسادتها، فالتقطته عسى أن تجد فيه ما يلهي آلامها. وجدت أستاذة عظيمة تتحدث عن كيفية التعامل مع صمت الزوج، فهرعت لمشاهدة الفيديو لتعرف ما يجب عليها فعله. وكانت النتيجة: "افعلي ما يفعله معك".

بعد تعب وإرهاق، أدركت الطريقة. قامت بحماس لترتيب منزلها، ارتدت ثيابًا جديدة، وضعت عطرًا هادئًا، ومشطت شعرها، ثم استمعت إلى الموسيقى ودندنت بعض الأغاني. 
 
عاد إلى المنزل ليجد كل شيء على ما يرام. كان العطر يفوح في أركان البيت، وزوجته تتراقص مع الموسيقى. وجد مزاجها قد تجاوز المعتاد، فهي كانت تعد فطيرة اللحم التي تشتهيها  على أنغام الموسيقى. حاول أن يتحدث معها، لكنها كانت في عالم آخر مع نفسها ، وحجتها أنها مشغولة، حاول  استرجاعها ، ولكن نفدت حيله، وجهز حقيبته وأخبرها عن زيارة مفتوحة له عند والدته ومضى "

بقلم 
هانم عطية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من يكتب لي صدر/بقلم الشاعر /محمود حفظ الله.

عجائب الدنيا /بقلم الكاتبة/دينا مصطفى.

مستقبل/بقلم الكاتبة /عايدة ناشد باسيلي.