ذهبت مترددة إلى السوق لشراء بعض مستلزمات المنزل/بقلم الكاتبة/ أم إبراهيم.

ذهبت مترددة إلى السوق لشراء بعض مستلزمات المنزل. أضعت الطريق حين وصلت إلى هناك، تشوش فكري واضطرب قلبي. وقفت قليلاً ثم تذكرت أنني نسيت أن أذكر ربي فارتحت كثيرًا لأنني ذكرت ربي، وتنهدت وواصلت المسير. 

سرت في ذلك السوق فشاهدت العجب، وكم من أشياء وملابس وألعاب جميلة وغير ذلك. وددت لو أنني أستطيع أن أشتري كل ما أحتاجه لا كل ما يعجبني. قبل كل شيء، نظرت في حقيبتي لأعدّ نقودي، وبدون عد رأيتها قليلة، فقررت أن لا أشتري غير الضروريات.

وأنا أسير وأتلفت هنا وهناك أنظر إلى ما هو موجود ومعروض في السوق، شعرت بضيق في صدري. رفعت رأسي فشاهدت وكأن كل الناس تنظر إليَّ باستحقار، فظننت أن نظراتهم تلك لأن ملابسي كانت بسيطة وليست على "الموضة"، لكن ثقتي بنفسي لم تهتز لأن الموضة لا تهمني، فقط ما يهمني هو النظافة، وبالأخص نظافة قلبي! 

لا أعرف لماذا حين أذهب إلى السوق لا أشعر بارتياح أبدًا. ترى هل هو مسكن للشياطين أم أن أصحاب المحلات والدكاكين هم من امتهنوا صفة الشيطان لبيعهم بذلك الغلاء وكسب الربا والنظر إلى النساء غير المحتشمات واللاتي يتكلمن ويضحكن كثيرًا بحجة "المعاملة"؟ لا أعلم، فأنا متأكدة بأن الأسواق هي مساكن الشر والنفاق والفسوق!

بعدها قمت بشراء ضروريات المنزل، وانتابني الحزن وودت لو أنني أرجع إلى بيتي بسرعة. حل الظلام وأنا لا أزال في الخارج، فررت هاربة ودعوت ربي أن أصل إلى بيتي قبل أذان المغرب، وفعلاً سهل الله الأمر لي ورجعت قبل الأذان. فدخلت ورميت بكيس المشتريات جانبًا، وأسرعت بالوضوء، وفرشت سجادتي بعد أن غسلت يدي بالصابون جيدًا. 

جلست على سجادتي وشعرت بأن ذلك الهم الثقيل قد انزاح من على صدري. بعدها جاء ولدي الصغير الجميل وجلس بجانبي، فقمت بتقبيله، ورفعت بعدها يدي إلى السماء شاكرةً ربي على نعمة السلامة والسكن الآمن، وعلى نعمة أولادي. فإن اللجوء إلى ربي في بيتي المتواضع ووجودي بين أولادي هو نعمة كبيرة جدًا، أتمنى أن يديمها الله لي وأن لا يحرمني منها أبدًا.

بقلمي أم ابراهيم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مستقبل/بقلم الكاتبة /عايدة ناشد باسيلي.

أفُقُ العواقِب/بقلم الشاعر /نعمه العزاوي.

خذلان/بقلم الشاعرة /ناهد كمال.