فَمَن أُصَاحِب/بقلم الشاعر/محمد جعيجع.
كذب من كذّب المثل القائل :
[الطيور على أشكالها تقع] ،
بحجّة أنه وقع في أناس ليسوا من شكله(أخلاقه وطباعه).. أقول له :
[إن اكتسيت بأخلاقهم فقد وافقت على صحّة ما جاء في المثل، (الطير على أشكاله يقع)، وإن رفضت ذلك منهم أو رفضوك وأذوك فيبقى المثل صحيحا لأنّهم لم يقبلوك بينهم لاختلاف شكلك عن أشكالهم، وهذا يعني أيضا إقرار بصحة ما جاء في المثل]
وهنا الفعل "وَقَعَ" معناه لا ينحصر فقط في :
ـ وقَعَ يَقَعُ، وُقُوعًا : سَقَطَ،
ـ وقَعَ القولُ عليهم : وجَبَ،
ـ وقَعَ الحَقُّ : ثَبَتَ،
ـ وقَعَ الإِبِلُ : بَرَكَتْ،
ـ وقَعَ الدَّوابُّ : رَبَضَتْ،
ـ وقَعَ رَبيعٌ بالأرضِ : حَصَلَ، ولا يقالُ : سَقَطَ،
ـ وقَعَ الطَّيرُ : إذا كانت على شَجَرٍ أو أرضٍ "حطّ".
كما هو معروف، ولكنّ معناه في المثل المقصد أوسع، فهو يعني "الاتّفاق في السلوكات وعدم الخروج عن طبائع جنس الطيور التي تعيش في سرب واحد أو جماعة معا"...
فَمَن أُصَاحِب؟
.................................
صَاحِب مِنَ النَّاسِ مَن تَهوَى وَتَقتَنِعُ ...
قَالُوا: "الطُّيُورُ عَلَى أَشكَالِهَا تَقَعُ"
فَقُلتُ: "كُن مِثلَهَا فِي مَن تُصَاحِبُهُم" ...
فَالطَّيرُ حَتمٌ عَلَى أَشكَالِهِ يَقَعُ
صَاحِب وَفِي اللهِ مَن تَرضَى أَمَانَتَهُ ...
وَصِدقَهُ وَعَنِ الأَخبَارِ يَمتَنِعُ
وَمَن يُوَفِّي عُهُودًا بِاحتِرَامِ بُنُو ...
دِهَا وَفِي إِكرَامِ النَّاسِ يَستَرِعُ
صَاحِب كَتُومًا وَالأَسرَارَ يَحفَظُهَا ...
وَنَاصِحًا مَنصُوحًا مِنكَ يَستَمِعُ
صَاحِب قَنُوعًا رَضِيًّا حَبَّ صَالِحَهُ ...
وَصَالِحَ الغَيرِ مِمَّن حَادَهُ الطَّمَعُ
وَلَا تُصَاحِب مِنَ النَّاسِ البَخِيلَ لِنَفـ ...
سِِ، الكَذُوبَ وَمَن لِلعَهدِ يَبتَلِعُ
وَلَا الَّذِي يَنقُلُ الأَخبَارَ عَن رَصَدٍ ...
إِلَيكَ أَو مِنكَ أَو فِي وِجهَتَينِ فَعُوا
وَلَا تُصَاحِب نَمَّامًا وَغَيبَةَ غَا ...
ئِبٍ وَلَا مَن فِي الأَعرَاضِ يَبتَدِعُ
وَلَا فَضُوحًا لِلأَسرَارِ يَنشُرُهَا ...
أَو رَافِضًا لِانتِصَاحٍ مِنهُ يَنتَفِعُ
وَلَا تُصَاحِب هَلُوعًا حَبَّ صَالِحَهُ ...
وَلَا مَنُوعًا جَزُوعًا طَبعُهُ الجَشَعُ
.................................
في البيت الثامن أتى فعل الأمر بصيغة
الجمع لضمّ حرف الرويّ، حفاظا على
الوزن العروضي.
.................................
محمد جعيجع من الجزائر - 26 جوان 2025م
تعليقات
إرسال تعليق