أَبي/بقلم الشاعر/سمير موسى الغزالي.

 ( أَبي)

البحر البسيط

بقلمي : سمير موسى الغزالي

 خَطَّ التَّسامُحَ  والغُفرانَ وَجهُ أَبي

يَومَ الدَّواهي كَوَقعِ النّارِ في الحَطَبِ

كَبارِدِ الماءِ مَشروباً على ظَمأٍ

والنّاسُ تسكُبُ باروداً على اللَّهَبِ

تِلكَ الجُروحُ قد التامتْ على وَجَعٍ

إِنْ توقِظوا القَبْرَ فالإِحسانُ فيه خَبي

لا تَنكأْ الجُرحَ نُكراناً ومَهزَلَةً 

قَدْ يُبتَلى ناكِرُ الإِحسانِ بالكُرَبِ

إِنْ طارَ فينا جَناحُ الذُّلِّ نُسقِطُهُ

وفي سَبيل الهُدى طِرنا بِلا صَخَبِ

نَستَثمِرُ الحُبَّ والإِحسانَ في عَمَلٍ

فامشوا على خافِقي وامشوا على هُدُبي

آهٍ وموسى أَبي قَدْ لاذَ في كَفَنٍ

ما ماتَ موسى أَنا موسى وذا أَدَبي

أَستَنهِضُ المَوتَ إِنْ جَازَ الطُّغاةُ بِنا

وفي عُلا أُمَّتي قَد أَمطَرَتْ سُحُبي

إِنَّ الحَكيمَ الّذي نَمشي بِخَطوَتِهِ

نَصبو إِليهِ ومِنْ غُفرانِهِ نَسَبي

إِنّا سَعينا لِكَسبِ العَيشِ مِنْ جَلَدٍ

ما أَسعَدَ العَيشَ مِنْ كَدٍّ ومِنْ نَصَبِ

مَنْ لَمْ يَذُد عَنْ حياضِ اللّهِ يَركُمُهُ

ذُلٌّ وعارٌ وتَطهيرٌ على اللَّهَبِ

إِنْ لَمْ تَكُنْ في قُلوبِ النّاسِ مَرحَمَةٌ

فاقرأْ على جُثَثٍ حَمّالَةَ الحَطَبِ

عَشيرَتي مَرَضٌ قَومَيَّتي مَرَضٌ

نحن الهُداةُ بِشَرعِ اللّهِ هَديُ نَبيْ

قومي اِقحَمي يا رَجانا فَوقَ مُعتَركٍ

إِنْ ماتَ فينا صَبيٌّ قامَ أَلفُ صَبيْ

يا أُمَّتي والرِّياضُ الغيدُ قَدْ بُسِطَتْ

إِنَّ الشَّهادَةَ حَقاً مُنتَهى أَرَبي

لا الجوعُ يُرهِبُني لا المَوتُ يُرهَبُني

لِلّهِ هذهِ أَوصالي وذا عَصَبي

هُناكَ عَيشٌ رَغيدٌ مابِهِ هِنَةٌ

حَظُّ الأُباةِ و وَجهُ المُؤمِنينَ أَبيْ

قُمْ واغضَبِ الآنَ لِلطّاوينَ مِنْ سَغَبٍ

مانفعُ دَمعٍ هُنا أو في غَدٍ غَضَبي

مالي على الذُّلِّ عَيشٌ في مَرَابِعِكُمْ

أَولى بِقلبيَ عِزُّ القَبرِ والتُّرَبِ

كالشَّمسِ في نورِها سِلمٌ لِذي سَلَمٍ

والسَّيفُ يَومَ الوَغى مِنْ خَيطِها الذَّهَبي

عَلَّمتَني أَنَّ لي مجداً أُعانِقُهُ 

والحَظّ في الحَزمِ بين الجَدِّ واللَّعِبِ

الصَّفحُ في الأَهلِ و الأَرحامِ مَرحَمةٌ

وفي العَدوِّ خُنوعٌ غائِرُ الرُّكَبِ

عَلَّمتَني كيف يُنسي الوِدُّ شَقوَتَنا

وكيفَ يُردى زَمانُ الوَصلِ بالكَذِبِ

في القَلبِ صَدعٌ وسُهدٌ مِنْ أَحبَّتِنا

يَفديهِمُ اللُّبُّ والأَرواحُ وا عَجَبي

إِنّي فَدَيتُكَ في الأَيامِ مِلءَ دَمي

فاقطِفْ ثِمارَ الهَنا ولتَحفَظَنْ خَشَبي

ما هَمَّني شُهرةٌ ما هَمَّني ذَهَبٌ

ما هَمّني راحَتي ما هَمَّني تَعَبي

الذُّلُ يَحرِقُني والسَّيفُ أَمَّلَني

فازحَفْ على مُهجَتي واعزِفْ على عُرَبي

الأحد 10- 8 - 2025



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مستقبل/بقلم الكاتبة /عايدة ناشد باسيلي.

أفُقُ العواقِب/بقلم الشاعر /نعمه العزاوي.

خذلان/بقلم الشاعرة /ناهد كمال.