وأخيرًا ذاك الكرسيّ/بقلم الشاعرة/كلثوم حويج.
وأخيرًا ذاك الكرسيّ
سمح لي بمرافقته
سيرًا على الأقدام
أحمله ألقي به
خارج مدينة الذاكرة
لأنسى ركنه المخلوع
من كتف عاجز
عن الوقوف ، رداءً ،
سريرًا ودثارًا رثًا
ساعة احتضار ،
قرّر الرحيل والوداع
ليبتسم ليلي السقيم
بعدما عانقني الكرى
وأطفأ سراج مقلتي
في مخدع ليل
كثيف وكأنّ الصبّح
مطرز بالظلام ،
تنتفخ أوداجي
لتبتلع من الماء القليل
تأرجح القلب
بين كفتي امرأة
فاختلط الباطل
والحق المبين
للبقاء ثلّة من عهد
قديم ، أهذا أهذا
ردٌجميل !
سنون عجاف حفرت
خلف الجدار الهزيل
أخاديدَ في بئر
عميق شربتُ منه
الماء المهين
شراعي ضوء خفيف
وصدى يحيا راقدًا في
جوف السنين قد مدّ
عنقه للأفق البعيد
ليصنع مني الظِّل الطَّويل
بين جبل وواد يقيم ،
أبصره ، بين رافدين
نهرًا تدفَّق منه الأنين
وذاب الكلام يطفو
في سكرة وتيه
كقارب يميل على يم
الوتين أغمر الأنفاس
أخطو برعشة قدم
كعاجز تعافى
على رصيف الذهول
أتعمَّد الزُّحام ، أعمى
يسير على كتف الطريق
يهش على عصا
تضيء نورًا من روح
الوتين ، تتناثر الأوراق
أمام ناظريّ ،
كورقة امتحان أعجمية
مثقلة بالسؤال
كطلاسم في فنجان
بنقش غريب ،
محتوى فارغ أتركها
على مقاعد الحياة
كترنيمة شتاء
أستبشر بفصل جديد
رافعًا الحظر عن ستار
المستحيل ، وأمضي
في شارع بلا نهاية
تلمحني آلاف العيون
أعانق الحنين ،
ذاك الغريب مرّ
عابر سبيل .
بقلمي 🖋
كلثوم حويج / سورية
تعليقات
إرسال تعليق