دمعةٌ ثكلى/بقلم الشاعر/توفيق البكري.

 دمعةٌ ثكلى 🟥


رأيتها تحمل الأشباحَ في الظُهرِ

تخطو على قلبهـا محنِيَّة الظهـرِ


في ساقها القيدُ في أكتافها وهنٌ

والروحُ تنزفُ والبتّار في الخصرِ


ثكلــى ممزقةُ الأحــلام شــــاردةً

في صوتهــا رعشةٌ مسلوبةُ الأمرِ


تاهت هناك على أشـــواكِ منحدرٍ

خمصاء مُرهَقة من قسوة الدهــرِ


لمَّــا دنــــوتُ أُناديهـــا علــى ألـــمٍ

ردَّت ودمعُ الأسى من طرفها يجري


يا هذيْ من أنتِ؟

آه سيّدي(وطنٌ)

براثنُ الحرب فَتَّتْ عظمي المبــري


فُدِيتِ ماهذه الأغــــلال سيّــدتي؟!

هي الدياجيـر والأوباش تستشـري


وذاك....؟

وَحلُ ضجيجٍ .

ما هويَّته...؟

غيُّ اختـــلافاتهم في الرأي والفكرِ


ذو النون 

في بطنِ حوتٍ من صناعتهم

أمّا أبوجهــــلَ أضحـى سيّد العصرِ


وتلك... ؟ 

بعضُ جماعاتٍ بلا كُتبٍ

تخفي بأقلامِها الأطماعَ في الحبرِ


الجـــاثمون على أوجـــــــاع أرملةٍ 

العابثـون بدربي دنّســـوا طُهــــري


الواهمـــون بجهـــــلٍ أشعلوا فتناً

تُزيدُ أثقــالُهم عســراً على عســــرِ


والتـــائهون بلا نـــورٍ ولا طُـــــرقٍ

العــــاكفون بقعــر الدجــلِ والمَكرِ


النــــاكرون فســـاداً أظهروا ورعاً

وفـــي معـــاطفهم قنينـةُ الخمــرِ


ويأمــــرون بمعـــروفٍ مجـــاهرةً

ويرقصـــون مع إبليــس في السّرِ


تفـــــرّق الكلُّ أشيــــــــاعاً مبعثرة

وجمَّعتهم يـــدُ الشيطــــــانِ للضُرِ


وأطفؤوا شعلتي في ليل ذي شرهٍ

وأرهبوني وحدُّ السيف في نحري


وطاردوا النحلَ.. 

دسّوا السم في عسلٍ

وأحرقوا الروضَ..قصّوا نبتةَ الزهرِ


وجرّدوا الأفــــق من أنوارهِ جشعاً

وطهــــروا دنـــس الآثــــــام بالوزرِ


قد كان بالأمس بعض العدل منتصباً

فعـــــالجوا كفّةَ الميــــزان بالبتــــرِ


صدّوا المسيحَ وذموا طهر (مريمةٍ)

وإن بدا يوســــفٌ ألْقَـــوْهُ في البئرِ


والذئبُ يرعـــى ببستاني مخـــاتلةً

وناقتــــي عُقِرَتْ من بسْمَةِ الغـــدرِ


أحــــزانُ يعقوبَ في قلبي تؤرِّقني 

وصبــرُ أيوبِ والآهــات في صدري


مالُ اليتيم اختفى في بطنِ متخمةٍ

ونافخُ الكير صبَّ الزيت في الجمرِ


عشــــرٌ عجـــــاف كوتْ نيرانُها بلداً

أنيـــابُ وحشٍ تجاري مخلب النّسرِ


تلك السعيدةُ في فستـــــــــانها رقعٌ

في لونه البرد يحــــوي موجةَ الحرِّ


تصحو على نكهةِ البــــارود مُفزعةً

تحسو هموماً تسدٌ الجـــــوعَ بالقهرِ


وإن أتاها الدُّجـــى نامت على قلقٍ

صــوتُ المدافع يمحو نغمةَ القُمْري


أوْصَتْ وقد يئست من وضعها زمناً

وأوجزت قولها المبحوح في سطرِ :


إن متُّ ياسيّدي من جورهمْ كَمَــداً

ضحيَّةُ الغـــدر فاكتبهـــا على قبري


أرجوكِ لاتحـــزني ولتشعلي أمـــلاً

صبــراً جميــــلاً سيأتي اللّه باليسرِ


تفـــــــاءلي وافرحي واستأنفي ثقةً

من دمعة الليل تأتي ضحكةُ الفجرِ 


سيشرقُ العيدُ بالأفــــراح منشرحاً

وســــوف توفينَ للأحــــــرار بالنذرِ


ترقبي النــــــور يجتاح الظلام على

صوافن الوعد يتلو ســـــورة النّصرِ


والحبُّ والودُّ والخيــــراتُ ممطرةٌ

والحــــقُ يعلو وتهــــوي رايةُ الشرِّ


قالتْ : ومن أنتَ؟! 

إني الصّبُّ سيدتي

تعيشُ . ما الاسمُ؟

أدعى العاشق البكري


فــــورَّدت خدَّها تلميحتي خجـــلاً

بانت على وجههــــا إكليلةُ البشْـــرِ


فقلتُ لا تخجلي واستنظري وهجاً

فوق السّحابةِ بين الشّمسِ والبدرِ


تلألأت رغم أنّ الجــــــــرح ملتهبٌ

وأظهرت بهجة الإصبــــاحِ والعصرِ


وضمَّدتْ جرحهـــا واللطف يغمرها

وباتت اللّيــــلَ في حمدٍ وفي شكرِ


توفيق البكري ـ اليمن



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رحمك الله أبي/بقلم الشاعر/جمال الغوتي.

أنا ورحلة البحث/بقلم الكاتبة/هانم عطية الصيرفي.

يوم الحساب فإما جزاءٌ أو عقاب/بقلم الكاتب /مايك سلمان.