الحريق الصامت/بقلم الكاتب/عبدالقادر صالح.

 الحريق الصامت

تأبى النيران إلا أن تعس ، تتآكل الأرواح على حدود الدهشة 

وترمي ما تبقى من أحلام شاردة في هوة ، عمقها آلام تجزع لها 

القلوب ، وتغرق بماء سيلها العيون ، تجرف الوجود الدامي 

أيام بؤس وشقاء ، وعصر من الخدع والخديعة.

حريق لاهب  ،وأرواح مكبلة بذلك الصمت الرهيب ،يعبر الآفاق 

دون مجيب ،عبر تعبر بنا نحو الهاوية ، تجلب المزيد من القهر 

موجعة أعمارنا ،تتهالك على أبواب العسس، وتمضي إلى تكرار

أخذ بتلابيب ورقاب، سرق أمسيات الفرح وترانيم الأمل، مقفرة هي مسالكنا ، خالية إلا من العروش و الفؤوس .

تضيء غزة هاشم  وسط الظلمة و الظلام،  تنير رغم النيران 

التي تلتفحها ، تنير بالحق وتنشر الحقيقة في أقاصي المعمورة

تعمر الوجدان ، وتسقط كل الإجحاف بحق فلسطين ،وهي ابنتها الغالية العزيزة ،التي لم تذل أمام حاقد ،سارق للأرض وللأفكار .

غزة الكاشفة لم تكن يوما من الأيام، سوى النبض لكل القلوب

الحرة ، نبض الشارع والشريعة ، إن غاب العدل كانت له الدار والدائرة ، و إن استلب المعنى، كانت العون والمعين، وإن تكالبت  عليها المدن ، كانت الدنيا والمدنية ، في بحر لجي 

 لا يرحم .

غزة كانت ولم تزل عبيرا وعبرة ، لكل الساعين لطرق أبواب 

الحرية،  المضرجة بالدماء ، باتت بردا وسلاما ، رغم النيران الحارقة اللاهبة ، تجلي الرواية والرؤية ،. وتثبت يوما بعد يوم

عن حريق ، إن أشعل عس بالقلوب ، ونال من بريق ، أعتم قبل البصر البصيرة .

عبد القادر صالح .



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنا ورحلة البحث/بقلم الكاتبة/هانم عطية الصيرفي.

أفُقُ العواقِب/بقلم الشاعر /نعمه العزاوي.

يوم الحساب فإما جزاءٌ أو عقاب/بقلم الكاتب /مايك سلمان.