لا شيء يشبهني/بقلم الشاعر/ابراهيم محمود طيطي

 لا شيء يشبهني 

أنظر إلى الأشياء حولي 

أتأمل بصمت 

كالليل توشح بالسواد 

هنالك الكلمات تناثرت أحرفها 

لكنني عدت أبحث 

عن شيء يشبهني 


لكنها الغيمات تاهت 

لم تجد لها طريقا للبكاء 

فمضت في طريق الظلام 

تشتكي الغيمة الأخرى

فقد رحلت نحو الصحراء 

هنا حبات القمح في انتظار 

لكنها أصبحت لا تشبه شيئا آخر 

حتى الخرائط مزقت 

كجسد تناثر في مهب الريح 

ثم وزع على الطرقات 

لكنها في لحظة للشتات 

قسمت دوائر ثم دوائر 

فضاعت معالم الجسد المحمل بالجراح 

وكان الكأس ما بين النادل 

وبين التاريخ المؤرخ فوق الجبين 

فوقفت أبحث 

عن أشياء لم تزل تشبهني 

لكنني تهت مرة أخرى 

في ترتيب الخطوات 


فانسل بركان لذاكرتي 

أعاد دقات قلبي للوراء 

وحطم كل المرايا بداخلي 

وكان خلفها بقايا فقاعات مهزومة 

ففرت من جحرها 

وسرعان ما عادت لتستريح 

لكنني لم أجد شيئا يشبهني كالعادة 


وخلف الانتظار عدت أبحث عني 

فلم أر شيئاً سوى فراشات مبعثرة 

حائرة في الهروب من الدبابير 

فغادرت ظلها ثم سارت بعيدا والفضاء 

فبهتت ألوانها 

فعدت مرة أخرى للجواب 

لا شيء يشبهني 

فأحلامها تبدلت كثيرا 

ثم عادت تحتمي من حر الشمس

فثمة ظل لم يزل للاختباء 

وثمة برهة للصمت والاسترخاء 

لتستريح من هذا القهر …والاستبداد 

وثمة برهة للعناق 

في ظل السراب وظل الخراب 

لكن لا شيء يشبهني 

لا شيء يشبهني 


حتى الورود ذبلت 

لم أستطع شمها

شوكها يؤلمني كثيرا كما العادة 

والخريف تنازل عن أوراقه 

بالطرقات الكئيبة 

هي تنازلت عن ثوبها الأنيق 

تعرت ثم أسدلت سترة الجسد 

ثم قالت أنها تشبهني 

فأنا لا أشبه لا شيء

حتى الظل استدار بعيدا عني 

وقال أنه لم يعد يشبهني بعد الآن 


__________

بقلمي / ابراهبم محمود طيطي

الاردن / اربد



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رحمك الله أبي/بقلم الشاعر/جمال الغوتي.

أنا ورحلة البحث/بقلم الكاتبة/هانم عطية الصيرفي.

يوم الحساب فإما جزاءٌ أو عقاب/بقلم الكاتب /مايك سلمان.