في عمق الحياة بعد النجاة/بقلم الكاتبة/هناء الشبراوي.
في عمق الحياة بعد النجاة
زينة الحياة
قال تعالى:
> «المال والبنون زينةُ الحياةِ الدنيا، والباقياتُ الصالحاتُ خيرٌ عندَ ربِّك ثوابًا وخيرٌ أملًا»
حقًّا، المال والبنون زينة ومتاع من متاع الدنيا، ولكن ما عند الله هو الباقي، وهو خيرٌ وأدوم.
لقد غلب على كثيرٍ من الناس في هذا الزمان السعي المحموم خلف المال، حتى صار هو الغاية والهمّ الأكبر، ولو كان الثمن تأخير إنجاب الولد أو إهماله، أو حتى إهمال النفس والعبادة والعائلة.
المال – حين يطغى – يُعمي البصر والبصيرة، فيعيش صاحبه في دوّامةٍ لا تنتهي من الجري والتعب، لا يهنأ له بال، ولا يجد لذة الطمأنينة.
وصدق الله تعالى إذ قال:
> «ويحبّون المال حبًّا جمًّا»
إن من ابتُلي بحب المال المفرِط يُشفق عليه، لأنه نسي أن رزقه مكتوب قبل أن يولد، وأن السعي مشروع، ولكن دون أن يطغى على العبادة والإنسانية والعائلة.
قال تعالى:
> «رجالٌ لا تُلهيهم تجارةٌ ولا بيعٌ عن ذكر الله»
فلا تجعل الجشع يستولي على قلبك، فتخسر لذة الرضا، وتعيش عمرك كله تركض خلف سرابٍ لا ينتهي، ثم لا تنال في النهاية إلا ما قدّره الله لك منذ الأزل.
المال في ذاته نعمةٌ عظيمة، فهو قوةٌ وعزٌّ وجاه، ولكن قيمته الحقيقية في وسيلة تحصيله وفي وجه إنفاقه. من طلب المال بالحلال، واستعمله في الخير، نال به رفعة وهيبة، واحترام الناس ومحبة الله.
رسالتي لأصحاب الأموال، ولكل من يسعى وراء الرزق:
اسعَ، وخذ بالأسباب، وكن مطمئنًّا، فالرزق مقسوم، وما كُتب لك لن يأخذه غيرك، ولن تُقبض روحك حتى تستوفي رزقك كاملًا.
رزقنا الله وإيّاكم رزقًا طيبًا واسعًا، وبارك لنا في أموالنا وأعمارنا وأهلينا، وجعل ما في أيدينا عونًا لنا على طاعته، لا سببًا في غفلتنا عنه.
بقلم/ أ /هناء الشبراوي فلسطين
تعليقات
إرسال تعليق