🌹راقية🌹 الجزء /بقلم الكاتبة المتألقة/إلهام محمد.

🌹راقية🌹 الجزء 3

"اُصمتي وكفاك من قول الترهات لا أحد سيصدقك "
نزلت عليها الكلمات كالصاعقة وأحست بقشعريرة تنتاب جسدها الصغير والضعيف وبحركة لا إرادية تراجعت إلى الوراء وغطت وجهها بيدها خوفا من صفعها مرة أخرى،
"ههههه لا تخافي لن أضربك و هوني عليكِ زوجتي،  كل ما في الأمر أنك الآن  لا تتذكرين شيئا  وأن عقلك مشوش قليلا ،حاولي أن تطمئني فأنت فقط في مرحلة نقاهة وسترتاحين هنا فلا تخافي...." وحاول عناقها ليثبت كلامه لكنها تملصت منه  وبدت في الركض بعيدا  وهو يتبعها صارخا بها أن تتوقف ، استمرت في ركضها غير آبهة لتحذيراته  وفي رمشة عين لحق بها وارتمى عليها وأحكم قبضته  بكلتا يديه وهو يزمجر بشدة " لقد قلت أنكِ نادية زوجتي فاثبتي مكانكِ أو سيقع ما لا تحمد عقباه"
انهمرت دموعها على وجنتيها مرتعبة خائفة ،وممتعضة تبعت خطاه  وولجت معه إلى المنزل  الذي هالها داخله بجماله وأناقته برغم وضعها الآني و تمتمت لنفسها وهي تحملق في المكان    " هذا قصر وليس بيت عادي إنه لملوك  آه... ". صوت رجل وامرأة انتشلاها من أفكارها وهما يناديان عنها "ابنتي الحمدلله أنكِ عدتِ لنا سالمة غانمة الحمدلله تعالي عانقينا  " ارتبكت لسماعها ذلك  ونظرت إليهما لتتعرف عليهما فهما المرأة والرجل اللذان التقت بهما في المستشفى ،اقتربا منها مبتسمين وحاولا ضمها  إلا أنها  أبدت امتعاضها وعدم رغبتها في العناق  " اتركاني ،أنا لست ابنتكما ولست زوجتك أنت ماذا تريدون مني فأنا أجهل من تكونون ...دعوني  أذهب لبيتي وعائلتي التي تنتظرني وربما هي قلقة عن غيابي اتركون.  ي ..ي " وبدت بصراخ هستيري  لتفقد أعصابها ووعيها.
على إثر ذلك حملها الرجل الشاب إلى الغرفة لتستفيق وهو يحاول أن يمددها على السرير "ماذا تفعل أيها المجرم .... اتركني.... "

"لن أفعل لكِ شيئا  فقدت الوعي وأنا أساعدك ليس إلا"

"عزيزتي ابنتي مادمت قد استيقظت كلي شيئا فأنت ضعيفة جدا.."

"لن آكل شيئا فقط دعوني أرحل بعيدا وأعود إلى عائلتي هذا ما أريد"

هيا كلي... ونتحدث بعدها..."

بصوت غاضب "قلت ل...ن آكل أسمعتم لن آكل  وأنا لم أفقد ذاكرتي كما تدعون  وأقسم عند خروجي من هنا سأبلغ عنكم جميعا .." 

لم ينبسوا بكلمة واحدة وخرجوا من الغرفة ليعودوا إليها بعد ساعات من انتظارها لهم ،تقدم الشاب أمامها  وقال لها "اسمعيني جيدا فأنا لن أعيد كلامي مرة أخرى  نحن لم يلتبس علينا الأمر...."

قاطعت كلامه "إذن اتركني سيدي بالله عليكَ"

"لا تقاطعيني"صوت مرتفع كدوي رعد"  قد ضقت ذرعا بتوسلاتك وبكائك  لقد قلت لك اسمعي ولا تتفوهي بشيء .... قد قلت لم يلتبس علينا الأمر فعلا نعرف جميعا أنك راقية ..."

تنفست الصعداء أخيرا اعترفوا بالأمر ...استرسل هو في كلامه " إذا أحببت أن تخرجي من هنا بسلام فما عليك سوى الإذعان لنا وتتبع أوامرنا"

     "أفعلا ...؟نعم... نعم قل ماذا تريد  ؟"

هذه المرة أتى صوت المرأة من خلفها " نريد منكِ أن تكوني نادية فقط "

أصابتها دهشة عارمة وهي تسمع تلك الكلمات وسألت "أكون نادية كيف؟ لم أفهم جيدا ماذا تريدون.."

    تقدم خالد نحوها ونظر مباشرة   إلى عينيها المرتعبتين  " أنا سأشرح لكِ الأمر فاطمئني و اسمعي  " أنتِ  ستقولين أنكِ زوجتي   وستوقعين على مجموعة من الوثائق تحولين فيها ثروتك لي "

هل أنتَ في وعيكَ سيدي أم ماذا ولماذا اخترتني أنا بالذات ولمَ كل هذه المسرحية؟"

بصوت جاف يجيب بعدما أخرج  سكينا صغيرا يلاعبه بين يديه " لقد أتعبني الكلام معك  ونظر إلى المرأة والرجل وخاطبهما لقد قلت لكما أنها ستتعبنا ... أف أف ونظر إليها مرة أخرى وهو يشدها من كتفيها " أنتِ شبيهة زوجتي ومن سيراكما معا سيقول توأمين ولن يفرق بينكما، أعرف أنكِ راقية فذات يوم كنت مسافرا إلى مدينتك وقصدت متجرك لاقتناء هدية لصديقتي ،هناك صدمت من الشبه الكبير بينكما  وعن عمد ترددت إلى المتجر لرؤيتك وقررت أثناءها أن أحادثك لنعلب المسرحية معا خاصة أن الخصام بيني وبين زوجتي المقعدة احتدم ليصل إلى فكرة الطلاق وهذا ما لا أبغيه فأنا لا أريد أن أخرج من هذه العلاقة خالي الوفاض"

" ولكن سيدي... أنا فتاة في حال سبيلي وبالطبع لن أقوم بما قلت ولا يهمني الأمر بتاتا"

كأنها لم تقاطع كلامه  أكمل حديثه وهو يرمقها بنظرة غضب كبير "زوجتي هزيلة  ومريضة وشبهك بها سينفعنا  لتحقيق مآربنا  وأنتِ ستساعديننا  ولن يعرف أحد أنكِ امرأة أخرى .... وبصوت جد هادئ أكمل  "خروجك من عملك شاردة باكية  في الطرقات  سهل علينا الأمر  خاصة كنت أنا أثناءها أتبعك وهذان الشخصان من  الوراء ....لحظتها قررنا لعب اللعبة .. وحالفنا الحظ حين انتابك الخوف منا وركضت بعيدا لتفقدي الوعي....أفهمت الآن...؟ وضحك ومن معه بصوت عال إلا هي ظلت  مندهشة  تتأملهم في صمت وسكون 

"فما عليك سوى  لعب اللعبة معا وتنفيذ خطتنا حرفيا  والذهاب ساعتها  إلى أسرتك كما ترغبين"

من هول ما سمعت قهقهت عاليا وردت عليهم بإحكام " لن أزور ولن أغش أبدا  فأنا إنسانة لدي مبادئي وأخلاقي وتلك السيدة شبيهتي ما ذنبها وأين هي  مسكينة هي بين براثن الأسد ولا تدري ذلك آه عليها " 

"هههه....هههه هي طريحة الفراش في غرفة مجاورة تأسفي لحالك أنتِ أيها السيدة الصغيرة هههههه أنتِ لا تريدين . إذن دعني يا خالد أقوم بالواجب معها وأرسلها عند ملك الموت"

أتاها صوت الرجل الكبير والخشن لأول مرة وهو يهددها بنظراته وكلامه الذي يشعر بالقشعريرة والخوف الشديد،تقدم هو الآخر امامها وأبعد الشاب عنها ليحكمها هو ويحاول جرها  "أتقولين أنكِ لا تريدين  ؟؟ حاضر اتبعيني وسوف ترين ما سيقع لك ولن يعرف أحد خبرا عنكِ"

"أنقدوني... أين تأخذني... وا..... وا.. "أطبق فمها بيديه الغليظتين وصرخ في وجهها "اصمتي أيتها الفتاة.. " وأخذ يجرها بعيدا عن الغرفة

" الموت يا ربي ماذا يقول أهذا مصيري وأنا فتاة في مقتبل العمر  لم أتعدى في حياتي على أحد قط يا ربي أغثني وأرسل لي من ينجدني من هذا الكابوس المخيف" .

"لا تحاولي يا ابنتي وهو يراها تبحث بعيونها عن مخرج لها  لا أحد سيجدك في هذا المكان  ولا تتأملي خيرا من أحد هههههههههه" ضحكات عالية في المكان 

"لن أذعن لرغباتكم وسأعلم الشرطة عن ذلك "

 المرأة :

"هيا أخبريني يا جميلتي كيف ستقومين بذلك وأنتِ هنا مقيدة لدينا هيا أخبريني "  وصفعتها على وجهها لتظهر لها من الأقوى

الشاب" اتركاها هنا وأقفلا عليها الغرفة جيدا لعلها تعود لصوابها"

يتبع

إلهام محمد
المغرب🇲🇦

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رحمك الله أبي/بقلم الشاعر/جمال الغوتي.

أنا ورحلة البحث/بقلم الكاتبة/هانم عطية الصيرفي.

أفكار غير متراصة/بقلم الشاعر/عبدالله علي ناصر البخيتي.