في عتمة الحب/بقلم الشاعر/عاشور مرواني.
**في عتمة الحب**
في عتمةِ الليلِ أستعيدُ ملامحَكِ،
أراكِ كنجمةٍ تضيءُ ظلامَ غيابي،
تتراقصُ في مخيلتي، كألوانِ السحابِ،
تزرعُ في قلبي شوقًا لا يُقاس، ولا يُنسى.
أهيمُ في دروبِ الذكريات،
أبحثُ عن صدى صوتِكِ،
عن همساتِكِ التي كانت تُعزفُ على أوتارِ روحي،
كيف تبخرتِ كالدخانِ في الهواء،
وتركتِ في قلبي جراحًا تتخبطُ بلا شفاء؟
كنتِ لي وطنًا، كنتِ لي أحلامًا،
كيف استطعتِ أن تتركي قلبي محاصرًا بين جدرانِ الألم؟
أعرفُ أنكِ لم تكوني مجرد عابرٍ في حياتي،
بل كنتِ نغمةً، لحنَ حبٍ مفقودٍ،
فهل أُعاني من جنونِ الاشتياقِ، أم أنني ضائعٌ بلا بوصلة؟
أحيانا أشعر كأن الزمنَ قد توقفَ،
وحبكِ ما زال يعانقُ أغصانَ قلبي،
لكن عندما تسكنُ هواجسي،
تعودُ إليَّ أسئلةٌ بلا أجوبة،
لماذا تركتِني في عتمةِ الشوق وحدي؟
هل كنتِ تُدركينَ أن قلبي كقاربٍ تائه،
يبحرُ في محيطٍ عاصفٍ بلا مرشد؟
كل أمواجه تعودُ بي إلى الذكرى،
تُعيدُ لي صدى ضحكتكِ، وعبير ابتسامتك،
لكن شيئًا ما يدفعني إلى حافةِ السقوطِ.
ومع كل شروقٍ جديد،
أشعرُ بأن قلبي يُعيدُ بناءَ نفسها،
أحاولُ تقبلَ الفراقِ كحقيقةٍ،
لكن كيف أُقنعني أن أترككِ،
بينما أنتِ تسكنينَ كلّ زاويةٍ في كيانِي؟
أكتبُ إليكِ رسالةً بلا عنوان،
أمسكُ قلمي، وأخشى أن تُخطئَ الحروف،
فميزة الحب، هو التشتتُ والارتباك.
أنتِ في كل سطرٍ، في كل نبضة،
لكن يا ليتني أستطيعُ أن أخبرك،
كيف أن كل كلمةٍ تخرجُ من فمي تأخذ شكلَكِ.
أرى حبنا كحديقةٍ مُهملة،
أزهارُها ذبلت، وشجيراتُها تنحني،
فهل يعودُ الربيعُ ليحيي ماضينا؟
أم أن هذه الزهورَ قد قطعت عهداً بالموتِ،
غارقةً في ظلامِ حكاياتِنا القديمة؟
قد يكون الحبُّ حربًا،
وكلُ يومٍ هو معركةٌ جديدة،
أُجدفُ ضد التيار، وقلبي على الأرصفة،
أُحاربُ لأسطورةِ عشقٍ لم تكتمل،
فهل سيقدرُ القدرُ أن يجمعنا مرةً أخرى،
أم سيكونُ الشوقُ علينا سلاحًا ذا حدين؟
أُخاطبُ السماءَ: لماذا تلعبين بالدنيا هذه؟
لماذا تخلقين مسافاتٍ بين الأرواحِ؟
هل خُلقنا لنكون نبضاتٍ تُفقد بين النجوم،
أم خطًا تَكتبه الأقدارُ على السطورِ دون اكتراثٍ؟
لكنني، رغم كل ذراتِ الألم،
ما زلت أُؤمنُ بأن الحبَّ يدومُ كالأشجار،
جذورهُ تمتدُّ في باطنِ الأرض،
وفي كلِّ عاصفةٍ، يُعيدُ بناءَ نفسه،
كأنه يهمس لي: “ابقَ مُصممًا، فأنا هنا”.
أعيشُ بين الذكرياتِ كعابرٍ بين القوافل،
أحملُ روحي كلوحةٍ ملونةٍ،
وأنظر إلى الأفقِ، حيث تتراقصُ الصورُ،
وفي كل خفقةِ قلب، أجدُ أنكِ لم تفارقي،
بل كنتِ دائمًا هنا، تسكنينَ روحي.
يا وجهًا يضيءُ لياليَّ
هل أستطيعُ في يومٍ ما أن أنسى؟
أم أن حبكِ سيبقى كخيطٍ رفيعٍ،
يربطني بكِ رغم كل العواصف؟
فليكن لي أن أحلم، وليكن لي أن أكتب،
ما دمتُ أُحبكِ، سأبقى أعيشُ في عتمةِ الحبِّ
بقلمي : عاشور مرواني
كل التقدير و الإحترام رابطة الكتاب العرب على الفيسبوك
ردحذف