هَوَى الجُنُون/بقلم الشاعر/بو عاصف المياس.
هَوَى الجُنُون
قُلْ لي: بربِّكَ ما جرى
مَنْ باعَ حُبِّي واشتَرى
قُلْ لي: فإنَّ مَدامِعي
كالسَّيلِ يمضي في الثَّرى
كانت هواجسُ مشاعري
مثلَ النَّسيمِ إذا سرى
تَهْفُو بليلٍ حالكٍ
وتَصوغُ شِعرًا مُبْهِرا
حتّى تَعكَّرَ خاطري
وضُحى خَيالي أَدْبَرا
فعجبتُ كيفَ تَنَكَّرَتْ
والشَّوقُ قد بلغَ الذُّرى
وعَلِمتُ أنَّ صَبابتي
فيها الحنينُ تَجَذَّرا
وبأنَّ جَدْبَ قَريحتي
سيعودُ صيفًا مُمْطِرا
يُزْجي القريضَ بحِبْرِهِ
نُخَبًا تذوبُ، وسُكَّرا
يا أيُّها القمرُ الذي
فاقتْ محاسِنُهُ الورى
ما زلتَ بينَ جَوانحي
مِسْكًا يفوحُ، وعنبرًا
وهواكَ يَنبِضُ بالحنينِ
مُهَلِّلًا، مُستغفرًا، ومُكَبِّرا
كالسلسبيلِ حلاوةً
عذبًا يَفيضُ، وكوثرًا
مِشكاةُ أهديكَ سَيِّدي
نورٌ يزيدُ تَبَلْوُرا
ولأنتَ شمسُ غياهِبي
صُبحٌ تَفَتَّقَ، وانبرى
أمضي ويومي شاحِبٌ
وسِواكَ عيني لا ترى
الحُبُّ أشعلَ خافقي
حِمَمًا، بُركانًا تَسَعُّرا
وأذاقني من بَأسِهِ
وطغى، وصالَ تَجَبُّرا
ولكم تَغَلْغَلَ في دمي
وعلى شُجوني أَمْطَرا!
يَغتالُ منِّي مُهْجَتي
ويُحيلُ ضِلْعيَ مَقبَرا
وأنا الذي في حُبِّكم
ما زلتُ أَفْتَرِشُ العَرا
مُتَمَسِّكٌ بعُراكُمُ
وعُراكُمُ نِعْمَ العُرا!
أشكو جُحودي، والنَّوى
وضياعَ عُمري، والمِرا
وأبُثُّ شَجْوَ قصائدي
بَوْحًا بليغًا مُثْمِرا
وأَنُوحُ كالثَّكلى غَريبًا
أبتغي طَعْمَ الكَرى
فلعلَّ طَيْفَ وصالِكُمْ
يَسري، وأَنْعِمْ مِنْ سُرى!
ولعلَّ صُبحًا يَنْجَلي
فأفوزَ فيه، وأظفرا
وصلاةُ مولانا على
مَنْ شَعَّ من أُمِّ القُرى
طه حبيبِ قلوبِنا
ما جادَ ربِّي أو بَرا
والآلِ والأصحابِ ما
عودُ البسيطةِ أَثْمَرا
*بقلم الشاعر: بوعاصف الميّاس
*تاريخ الكتابة: 18مارس 2011
تعليقات
إرسال تعليق