🌹راقية🌹/بقلم الشاعرة المتألقة/إلهام محمد.
🌹راقية🌹
توجست راقية خيفة وهي تنظر إليهم يقتربون في حلكة
الليل ،تسارعت دقات قلبها وارتجفت أوصالها، فحاولت الصراخ لكن بدون جدوى..... غُصَّة في حلقها من كثرة بكائها أعاقتها ، فما كان عليها سوى التراجع إلى الوراء محاولة الفرار ،لحظتها أدركت أنها على شفا حافة لتتسمر مكانها وآلاف التساؤلات داخلها "ياربي ماذا أفعل ومن هؤلاء ؟ جنوني وحسرتي قاداني إلى هذا المكان ولابد لي من إيجاد الحل مهما كان". بخطى يشوبها الهلع تحركت من مكانها وبدت كأنها تسابق الرياح لا تدري أي وجهة تأخذ فالعتمة في كل مكان ، وبالرغم من ذلك استمرت في ركضها وهي تلهث كجرو صغير يبحث عن الملاذ " أغيثوني.....أغيثوني......." "هل هناك من أحد لينقذني....؟" تلاشت كلماتها في الخلاء وقهقهات تابعيها من الوراء .بدا لها ولوهلة ضوء النجاة وزادت من سرعتها عساها تفلت منهم ،لكنها وجدت نفسها في ظلام فقد كان مجرد سراب ... سرعان ما أصبح كابوسا تعيشه في تلك اللحظات ... كان متعقبيها قريبين لها مما سهل عليهم إمساكها وجرها إليهم محاولين إسكات صراخها وإحكام قبضتهم عليها ، وبعد محاولاتها الفرار منهم أنهكها جسمها الضعيف وسقطت مغمىً عليها.
استفاقت راقية ونظرت حولها لتجد نفسها مستلقية على سرير في غرفة صغيرة وشمس صباح مشرقة تطل عليها من النافذة ،وبجانبها يجلس شاب في مقتبل العمر يشد على يديها وسمة الخوف بادية عليه " الحمدلله قد استفقتِ ... دكتور دكتور إنها استفاقت.. "وركض خارجا .....
بعيون تشبوها الدهشة والاستغراب تساءلت من يكون؟ وكيف أتت إلى هنا....؟ وأغمضت عينيها لتطلب السلام وتتذكر ماذا جرى لها فعقلها الآن مشوش تماما مما زاد في حيرتها وخوفها .صرير الباب أنبأها بدخول أشخاص إلى غرفتها.... ،أحدهم بلباس أبيض يدل على هيئته أنه طبيب والآخرين لا تعرف من يكونون وضمنهم الشخص الذي كان بجوارها لما فتحت عينيها..
"الحمدلله أنك استفقت من الغيبوبة التي دامت لأيام" نظرت إلى الطبيب وهو يخاطبها بهذه الكلمات وبصوت خافت تجيبه" كيف ذلك ومن أنا؟؟"
"ألا تعرفينني يا غالية ألا تتذكرين شيئا؟" آه أيها الطبيب ما بها ؟؟" "لا تخف سيدي فهذا من جراء سقوطها وغيبوبتها .... فقدانها لذاكرتها مؤقت سيدي ستعود لها رويدا رويدا"
يتبع
إلهام محمد
تعليقات
إرسال تعليق