بين الحلمِ واليقظةِ/بقلم الشاعر/عاشور مرواني.
بين الحلمِ واليقظةِ أتيهُ
سَرَيتُ ولا اسمٌ يُناديني هُدًى
ولا حدَّ للأفقِ المديدِ أمامي
أُحلِّقُ بين الصحوِ والحلمِ لحظةً
كأنّي صدى كونٍ بغيرِ خِتامِ
رأيتُ النجومَ سُلالاتِ فكرةٍ
تنامُ وتصحو في فضاءِ السَّوامي
تُحادثُني ومضًا فأفهمُ أنّها
رسائلُ سرٍّ لا تُقالُ بكلامِ
ويطلعُ قمرُ الليلِ، شيخُ بياضِه
يُفسِّرُ صمتي في مرايا الظلامِ
يقولُ: تمهَّلْ، فالطريقُ احتمالاتٌ
ومن ظنَّ نورًا ضلَّ في الازدحامِ
كواكبُ تمضي في نظامٍ مُهيمنٍ
وأمضي أنا… لا خطَّ لي أو نظامِ
تدورُ وهي تدري مسارَ مدارِها
وأدورُ لا أدري حدودَ المقامِ
دخلتُ المجرّاتِ العِظامَ كأنّني
غبارُ سؤالٍ هاربٍ من جسامِ
سُدُمٌ تُعلّقُ أسرارَها فوقَ رأسي
وتسألني: مَن أنتَ؟ قلتُ: سؤالي
هناكَ عوالمُ مواريةُ البابِ
لا تُفتحُ إلا لذي التيهِ السامي
رأيتُ الزمانَ يخلعُ العدَّ عنه
ويغدو نَفَسًا خارجَ الإلزامِ
سمعتُ الوجودَ يهمسُ في أذني:
دعِ العقلَ، فالعقلُ أصلُ انقسامِ
فأسقطتُ أسماءَ الأشياءِ عنّي
وصرتُ احتمالًا بلا التزامِ
لا أنا من الأمسِ، لا أنا من غدٍ
أنا الآنَ بين اثنينِ في ازدحامِ
فلا الحلمُ حُلمي، لا اليقظةُ مأوى
ولا الكونُ يرضى بقيدِ المقامِ
أنا تائهٌ… والتيهُ بابُ بصيرةٍ
إذا صارَ فقدانُ الدربِ اعتصامي
دعوني أُقيمُ على حافّتَينِ
هنا بدءُ روحي، وهناكَ خِتامي
بقلم: عاشور مرواني
البلد: الجزائر
🇩🇿
تعليقات
إرسال تعليق