صوتُ الأذانِ اخترق سكونَ المنزل/بقلم الكاتب/جبار العبدالله.

صوتُ الأذانِ اخترق سكونَ المنزل، فركَ عينيه وشعر بالتعب. تمنّى لو يَخرس الصوت ليعود إلى نومه. رفع رأسه إلى السقف بتململ، ثم نهض وقد ازدحمت في مخيلته خياراتٌ عديدة: بين أن يعود إلى فراشه الدافئ، وبين مسؤولياته التي راجعها واحدةً تلو الأخرى، كأنها مكتوبة على قائمة من ورق فواتير الكهرباء والماء والثلاجة والطباخ… والذي كلّما تذكّره شعر بالغضب؛ فما كان لزامًا تبديله، لكن إصرار زوجته على أنه قديم وقد يسبّب حريقًا في المنزل أسكن غضبه.
ارتدى ملابسه، وأزاح الستار عن الشباك المُطلّ على الشارع. الجو غائم والهواء بارد. عليه أن يرتدي الكثير من الملابس ومعطفًا للرأس. كيف لي أن أقف في الشارع وسط هذا الجو؟ قد يهطل المطر… ومن سيشتري مني الورق الصحي؟ قالها في نفسه.

خرج دون أن يتناول فطوره، كأنه ساخطٌ على كل من حوله. وعند الإشارة المرورية، حيث مكان عمله على الرصيف، كان عليه أن يبذل جهدًا في الجري خلف أصحاب المركبات لإقناعهم بالشراء.

وقف أمام سيارة فاخرة جدًا، كانت تقودها شابة في العشرينيات، غاية في الجمال. طرق النافذة قائلًا:

— ورق صحي يا آنِسة؟

نظرت إليه باشمئزاز، وقلبت شفتيها، ثم أنزلت القليل من زجاج النافذة وقالت كلمة واحدة:

— ابتعد من هنا!

وقبل أن تتحرك السيارة، رمت له ورقة نقدية كبيرة، ساقها الهواء بعيدًا. ركض خلفها بسرعة والتقطها. نظر إليها بأسف… فقد كانت مزيفة

- جبار العبدالله

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رحمك الله أبي/بقلم الشاعر/جمال الغوتي.

أنا ورحلة البحث/بقلم الكاتبة/هانم عطية الصيرفي.

أفكار غير متراصة/بقلم الشاعر/عبدالله علي ناصر البخيتي.