حوار مع القمر(بقلم الشاعر/عاشور مرواني.
**حوار مع القمر**
في ليلة هادئة، تحت سماء مرصعة بالنجوم،
تسللت روحي نحو القمر،
أتأمل وجهه المتلألئ،
وأهمس له: "يا قمر،
هل تذكر ليالي الزمن العتيق؟
أيام اجتاحتنا فيها الأحلام،
وزرعت في قلوبنا أشواقًا لا تُنسى؟"
أجابني القمر بصوت هادئ،
"يا ذاتي، أنا شاهد على كل شيء،
على الضحكات التي ارتفعت كعصافير،
وعلى الدموع التي نزلت كندَى في صبحٍ غائب.
كل لحظة كنت فيها، عشتها في نوري،
كنت أراقب أحلامك تجتاح السماء."
"كم كانت تلك الليالي ساحرة،
حيث كنا نستمع إلى همسات الرياح،
وننتزع من الوقت لثوانٍ مترعة بالذكريات.
كنتِ تكتبين قصائدك على أغصان الأشجار،
وتتنفسين الحب في كل زوايا القلب."
همستُ: "لكن، يا قمر،
كيف أُعالج حزن الروح؟
عندما تسترجع الذاكرة لحظات الفراق،
كيف أتجنب الغرق في بحرٍ من الأشواق؟"
ردني القمر بابتسامة مريحة،
"الحزن هو جزء من الحياة،
هو الجسر الذي يعبر بك إلى الفرح،
فكل دمعة تبلل الأرض،
تحمل في طياتها بذرًا جديدًا،
لكي تنمو أشجار الأمل في قلبك."
"تذكريني، حين تلوح لك ذكريات الماضي،
تذكري اللقاءات والوداعات،
فكل لحظة محفورة في الكيان،
وأنا هنا، في كل ليلة هادئة،
أضيء لك الطريق، وأرسم لك خيوط الأمل."
أجبت، وقد خُنق صوتي من تأثير كلماته:
"أحتاج إلى تلك الخطوط،
لكني أُعاني من هذا الشوق المؤلم،
كيف لي أن أعيش يومي دون ذكرى الأمس؟"
عادةً ما يخبرني القمر:
"الجمال يكمن في اللحظة،
في أن تكوني هنا والآن،
واتركي الماضي يتنفس في ذاكرتك،
فهو جزء من قصتك،
مثل نجمٍ متلألئ في سماء الروح."
وفي تلك الليلة الهادئة،
تلاشت كل آلامي،
بينما كان القمر يلهمني،
حيث رأيت في وجهه الضياء،
ورسمت في قلبي لوحة من الذكريات،
أشواق تجرني نحو الأيام،
وأمل ينمو كأزهار الربيع،
بينما أقف في حضن الليل،
أستقبل كل شعاع يلمع،
وأعانق مع كل نجمة،
أسطورة جديدة تنتظر أن تُكتب.
بقلمي: عاشور مرواني / الجزائر
تعليقات
إرسال تعليق