من اليوم/بقلم الشاعر/عبدالفتاح الطياري.

من اليوم… لم أعد أكتب عن الحرية
من اليوم…

لم أعد أكتب عن الحريّة،

فكلماتي التي كانت تشعل ليلَ الورق

انطفأت…

صارت رمادًا بلا صوت،

صدىً حائرًا في صدرٍ ضاقَ بما ضاق.

من اليوم…

لم أعد أكتب عنها،

لأن الحرف الذي كان يركضُ مثل حصانٍ بريّ

صار أعرجًا

يتعثّر في القيود،

ويخجل أن يخطو خطوةً في عالمٍ

أصبح فيه الصمتُ أشجعَ من القول.

كنتُ أظنّ أنّ النار لا تموت،

وأنّ الجرح إذا نزف صار أغنية،

لكنها…

حين زاد خنقُها

أطبقتْ على روحي قبلَ حنجرتي،

فصارت الكلمات تسألني:

لمن نصرخ؟

وفي أيّ هواءٍ نحترق؟

من اليوم…

أترك الحرية لأبوابٍ مغلقة،

ولسماءٍ لا تكفّ عن الهبوط.

أتركها للريح التي لم تعد تعرف

إلا طريق الرجوع.

وأكتب فقط…

عن نافذةٍ صغيرةٍ في قلبي

ما زالت تُضِيء،

ولو بجمرةٍ واحدة،

علّها يومًا

تعيد للكلمات نارها…

وتردّ للحرية أسماءها الضائعة

بقلمي عبدالفتاح الطياري -تونس

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رحمك الله أبي/بقلم الشاعر/جمال الغوتي.

أنا ورحلة البحث/بقلم الكاتبة/هانم عطية الصيرفي.

أفكار غير متراصة/بقلم الشاعر/عبدالله علي ناصر البخيتي.