طَيرٌ يَحمِلُ طَيرا/بقلم الشاعرة/ قبس من نور.

** طَيرٌ يَحمِلُ طَيرا    ...
  ...............................
           عَزفٌ حَزينٌ يُردّده صَدْعُ الكون و انتِكاسُ الفِطرةِ يَلتهمُ روحَ البقاء... وَ رحابةُ السَّماءِ تَسردُ قِصَّةً حَتميةَ الوقوعِ ما لَنا مِنها فرار ...
رُبما أرادتِ السَّماءُ استِحضارَ جَناحين قويّين 
نواجه بِهما هَذا العالمَ المُخيفَ عِندَ الارتِطام ...
يا صَغيري : كَيفَ تَراني في عَينيكَ لِتَرتمي في 
أَحضانِي بِكلِّ هَذة الثِّقةِ وَ الاطمئنان !؟
يا صغيري : أنا أسبِقُكَ بِفاصلِ بِزوغِ رِيشةٍ
 تَرجمتْها أجهزةُ جَسَدي قَبلكَ بأيام ...
رُبما تَراني بَلغتُ مِنْ القوةِ عِتيا ... وَ لِمَ لا !؟
فَكُلِّ ما يَحدُث حَولنا  يَشُدُّ عَلى القلوبِ 
وَ يُكَشِّرُ الأنياب ...
لا يا صغيري ربما أسقطُ أنا و أنتَ في هذا 
الفاصلِ وَ لا نجاة ...
 أنا أيضاً أحتاجُ إلى نِسرٍ يَحمِلُني إلى مُستقبلٍ 
جَديدٍ أو حَتى عَبرَ الزَمَن ...
تَكلَّمْ ... تَكلَّم ... 
تَكلَّمْ يا صغيري أَنا أيضاً أحتاجُ للأمان ...
مَنْ ... !؟ مَنْ ...!؟
أَنا ... أنا !؟   ... لا ... لا ...
لَمْ يَسبِقْ لي الكلام ...
كُلُّ ما هُنالكَ بأنّي أشعر ... أنا أَشعرُ فقط ...
أَشعرُ بالخوفِ فَلَمْ تُروَ لي القِصَّةَ بَعد ... 
وَ لكنَّ عَينيّ تَفهمُ بأنَّها مأساة ...
أَشعُرُ بالجوعِ رَغم وَفرةِ البساتين هُناك ...
أَشعُرُ بالعطَشِ رَغمَ هُطول الأمطار      ...
أُحِسُّ بالبَردِ رَغمَ شُروقِ الشَّمسِ فى الفضاء ...
مُنذُ خُلِقتُ وَ هَذا هو الحال ...
ضُمَّني... ضُمَّني ...أَشعُرُ بالخوف... أَشعُرُ بالخوف...
تَعال ... تعال إلى صَدرِ أَخيك ...
آآآهٍ يا قَلبَ أَخيك ... الكونُ يَهتَزُّ لأجلِنا ... 
فَمُنذُ خُلقتُ أنا أيضاً هذا هو الحال ... 
و قالوا لَنا إنَّه مُنذ سنواتٍ وَ سنوات ...
فماذا لَو امتلكوا الشَّمس !؟ 
ماذا لَو امتطوا المُزن     !؟ 
ماذا لَو جَرتْ بأمرِهم الأنهار !؟
نَمْ ... نَمْ ... نَمْ في حُضنِ أخيك لَعلَّ هذا الدفء تولَدُ مِنه قوةٌ نَستطيع بها مِيلادَ عَهدٍ جَديد عَبرَ الأيام ...
سيأتي يوماً إنسانٌ يَسكُنُه الضوءُ يَروي قِصتنا : 
                    ... طيرٌ يَحملُ طَيرا ...

              بقلمي : قَبَسٌ من نور ... ( S-A )
                                - مصر -

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رحمك الله أبي/بقلم الشاعر/جمال الغوتي.

أنا ورحلة البحث/بقلم الكاتبة/هانم عطية الصيرفي.

أفكار غير متراصة/بقلم الشاعر/عبدالله علي ناصر البخيتي.