أفي العزلة دواء/بقلم الشاعر/دخان لحسن.
أفي العزلة دواء ...؟
وحيدا أمشي إلى عزلتي
أنتظر فرجا
من ضيقٍ كاد يعاديني
ومن شرور سوّدتِ الأخلاق
فعمّ سوادها مياديني
رماح الزّور تمازح الفطرة
وتدفعني لخيمة الصّحراء تأويني
تشاكس الحقّ كدرنات السّوء
امتدّت بجذورها تؤذيني
أجلس وحيدا مع قهوتي أرتشفها
لعلّها في الوحدة تنسيني
أمشي بعيدا بعيدا ...!
ونسيمُ الرّوح يواسيني
أمشي متسائلا، أفي العزلة دواء
أم داء يُبيد عطر رياحيني ...!؟
وحيدا أمشي والنّهر
منسابُ الميّاهِ بخريره يحاذيني
والأزهار على ضفافه بالجمال
تعالج ضيقي وتسلّيني
لا خير في بهاء به صخبُ الظّلم
يميل ميل المالِ والجاه وغدرِ مَوازيني
في عزلتي أكون وأبقى أراود
قلمي لعلّ خربشاته تناغيني
أستجديه يكتب في جوف الظّلام
حروفا تسامرني وتسقيني
أبقى في حديقة الأحلام معزولا
أناجي الغيوم بالإنصاف أن أمطِريني
لا أجلس والشقاوة تحادث نهاري
بعنادها لظلام اللّيل ترميني
أسرق لها من زمن الطفولة ذكريات
وأصغي لبعيدها يناديني
هي عزلتي فتاتُ خبز بكفّ صبيّة
كأنها بالهدوء لا بالخبز تغذيني
أو قطراتُ ماء زلال من قاطور
تروي عطشا في شراييني
أو دمعاتُ محبّة تغسل الأسى
وبصناديد الرّجولة تهديني
تتناثر على خدّي وإذا رحلت
تزيد عزلتي وباليائسين تسوّيني
وحيدا أمشي أبلسم جراحي
من دوس لحقوقِي وجور مُعاديني
هربتُ إلى عزلتي أنشد الخلاصَ
وأشكو فوضى اِتّهام كان يلهيني
معزول أتأمل كيف اِنضمّ الرّفاق
لقلوب الجفاء فهجروني ...؟
لم يهابوا حراكا بين الأحشاء
ولم يشفع لهم ماضي دواويني
آه...، كم من أوراق حملها ودّي
والرّفض دون الأفراح يلاقيني
خصوم تحوم كالطّيور تعكّر الحياة
بدل مساندتي صارت تعاديني
كم قريب وبعيد جادت نفسي عليهم
وجفاؤهم راح يُميتني ولا يُحييني
يا ماضٍ اُرفق بحضوري
إنّي بالصّفاء أعانق مشاتل بساتيني
جمعتني عزلتني بالخلوة أتأمل
وأنسج لراحة نفسي وشاحا يغطيني
يا مآلي لا تعاتبني
كن رفيقا فرفقتك تعنيني
رضيت المشي حاملا قصائد شعري
فوحدتي مع اللّه ترضيني
عليّ أن أُحشرَ بمفردي
ولا أشاركهم الزّور والظّلم يبكيني
يا ماضيَ العصر ألا تصدح...!؟
فسوء الحاضر فساد يُدميني
يشتري من وراء الفجر هواجسي
ويبيعها آمالا وأحلاما تذكيني
وأخرى تتعاقب فوق السّحاب
امدّ إليها يدي فلا تراعيني
أكاد أترجّاها تنزل
لعلّها من الأوجاع والآلام تداويني
تجالسني حتى في نومتي
وحين الغيّاب برحيقها تناديني
أراسل الأهل والخلّان
حبّهم تجلّى فكتبوا يُعيبوني
إنّ أمّي توضّب غرفتي
وعلى مائدة الفطور تلاقيني
حضورها يهدئ قلقي
وأبي من صخب الحياة ينجيني
يا عزلتي كوني دمعةَ محبرتي
وخطّي حروف الصمت بها دثّريني
ويا جراح الحياة مهلا مهلا
تبلسمي بالظّروف ولا تلوميني
فإن للشّقاوة عدلا ليس عادلا
يرى الظٌلم يجرحني ولا يحميني
بقلمي: دخان لحسن. الجزائر
تعليقات
إرسال تعليق