صبيّةُ المرآة/بقلم الشاعرة/نجلاء علي حسن.

صبيّةُ المرآة
---
وَبِلَيْلِ مِرْآتِي نَظَرْتُ بِحَسْرَةٍ،
لِصُورَتِي، فَزِدْتُ فِي إِطرَاقِي..

حَتّى أَنَا: مَا عُدْتُ أَعْرِفُ مَنْ أَنَا،
مِنْ هَوْلِ مَا لَاقَيْتُ مِنْ إِخْفَاقِي..

فَاضَ الأَسَى حَتّى تَوَارَتْ بَسْمَتِي،
وَاسْتَسْلَمَتْ لِدُمُوعِهَا أَحدَاقِي..

فَتَّشْتُ عَنْ تِلْكَ الفَتَاةِ اليَانِعَةِ،
فَوَجَدْتُ شَيْبًا شَدَّ كُلَّ وِثَاقِي..

خَاطَبْتُهَا-وَمَا تَوَارَتْ لَهْفَتِي-،
أَيْنَ الشَّبَابُ الَّذِي قَدْ كَانَ فِي آفَاقِي؟

أَيْنَ الوَفَاءُ الَّذِي، صُغْنَاهُ فِي أَوْرَاقِي؟
عَاثَ الزَّمَانُ تَعَسُّفًا وَتَغَيُّرًا، لَكِنَّنِي،
مَا زِلْتُ تِلْكَ البِنْتُ فِي أَعمَاقِي..

مَا زِلْتُ أَحْلُمُ بِالحَيَاةِ وَبِالْهَوَى،
مَا زِلْتُ مِثْلَ الشَّمْسِ فِي الإِشْرَاقِ..

فَلَنْ أَعِيشَ العُمْرَ آسِفَةً عَلَى،
طَعْمِ الشَّبَابِ الَّذِي، يَسْتَلِذُّ فِرَاقِي..

مَا زِلْتُ فِي نُضْجِي كَمَا فِي صَبْوَتِي،
تَمُرُّ سَنَوَاتِي وَمَا تَغَيَّرَتْ أَخْلَاقِي..

مَا زِلْتُ أَطْرَبُ لِلْحَيَاةِ وَشَغَفِهَا،
كَطِفْلَةٍ غَنَّاءَ، بَهَا التَّمَرُّدُ بَاقِي..

عِشْتُ الحَيَاةَ بِعَرْضِهَا وَطُولِهَا،
وَبِمُرِّهَا، وَبِغَدْرِهَا، وَحُلُوِّهَا تِريَاقِي..

حَتّى كَبِرْتُ وَمَا تَوَارَتْ لَهْفَتِي،
بِأَنْ أَعِيشَ مَعَ الحَيَاةِ سِبَاقِي..

صُنْتُ المَوَاثِيقَ القَدِيمَةَ كُلَّهَا،
وَتَخَلَّفَتْ، صَبِيَّةُ المِرْآةِ عَنْ مِيثَاقِي.

بقلم/ نجلاء علي حسن
الفراشة الزرقاء 🦋

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رحمك الله أبي/بقلم الشاعر/جمال الغوتي.

أنا ورحلة البحث/بقلم الكاتبة/هانم عطية الصيرفي.

أفكار غير متراصة/بقلم الشاعر/عبدالله علي ناصر البخيتي.