في قلب الليل/بقلم الشاعر/عاشور مرواني.
**في قلب الليل**
في قلب الليل أسير بخطايَ المُتعثرة،
أستشرف أسرارَ العالم من وراء الظلال.
نجومٌ تتلألأ، تضيء دروبي المظلمة،
فأغدو روحًا ترقص في فضاءاتِ الجمال.
أستمع لنغمة الريح تُداعب أغصان الشجر،
تروي قصص الأحلام وآمال المسافرين،
تهمس لي بأن الليل يحمل في طياته،
عجائب الحياة تُشرق من بين السنين.
فالقمر يتوقد كفانوسٍ في الفضاء،
يُضيء خبايا القلب، ينسج الشوقَ في الأرجاء،
وكل نجمٍ يروي حكاية عشقٍ قديم،
تحيا في ذوات العشاق والأوفياء.
أرى بقايا الأمس في عيني الفجر،
تسحبني نحو البدايات، نحو سحرِ اللقاء،
تُخفي خلفها أملًا جديدًا ينتظر،
وفي كفِّ الحياة، أحلامٌ لا تُمحى.
بين السحاب أرى نفسي، شبحًا يسير،
أطارد خيالات الماضي، وأستشعر الحنين،
يا دروب الليل، كم من الذكريات تلاقت،
وكم من الدموع سُكبت على مرافئ النسيان.
أحلم بظلالٍ من نورٍ تُحلق في عيني،
وتتراقص كالأوراق حول شجرةٍ غنّاء،
فتيات الأحلام، نجوم تتلألأ في البعد،
ينتظرن من يُعيد الحياة إلى ضوء النهار.
أسير على سلالم الصمت والأفكار،
أحمل في قلبي شغف الزمن الغريب،
وتنطلق الأبيات كأغاني عذبة،
تُعيد لي الروح، تُشعل فيَّ خفقاتِ القلب.
في منتصف الطريق، ألتقي بعرافٍ جديد،
يُخبرني أن الليل يحمل بين ثناياه الأسرار،
قال: "كلما كنت في صدقك ثابتًا، ستجد النور،
فالحياة كالأحلام، تُشرق في الأرجاء."
مد يدك، واستقبل من قلب الليل شعاعًا،
اكتب قصائدك، واملأ الحياة بالنجوم،
فالمستقبل يعدك بعناقٍ جديد،
يجعل الأحلام تتفتح كزهور الربيع الحي.
أنا الآن عازفُ لحنٍ في عتمة الليل،
لا أغفو، لا أنام، أعيش في كُل لحظة،
أحمل مشاعري، أزرع أناشيد الأمل،
وأعيد تشكيل الكون بألحاني الراقية.
فلنستمر في السير عبر دروب العتمة،
نستكشف سِرّ الحياة بين كل همسة،
نحلم بأن نكون صُنَّاعَ الفرح الدائم،
ونغني قصائد الليل في مسارات الضياء.
بهذا الأسلوب نسجِّل أحلامنا،
نعيش في أحضان السكون، نحتفي بالجمال،
علينا أن نجد ذواتنا في كل ظلال،
ونشعل الأمل بقلوب العاشقين الوفياء.
تعليقات
إرسال تعليق