شام/بقلم الشاعر /محمد خالد طه.
شام
عقد ياسمين على جيد السنين،
فرح طفل، وأمل كهلٍ أتعبه الحنين،
سوار عزٍ تزينت به الميادين.
الشوق إليك نبض عشق لا يستكين،
أزهر الحب في فضاء الألم،
والسعادة دخلت من ألف باب.
اليوم فتحت صفحة حياة،
واليراع خطَّ المجد بحبرٍ أحمر حزين،
كسر القيد وهزم الخوف، وتحطمت أغلال العبودية.
دمشقُ تشرق من جديدٍ في أول يومٍ سعيد،
دمشقُ يا عرش المجد والعُلى،
عُدتِ لنا شمسًا تُبددُ المُحن.
فيكِ التحريرُ أزهرَ وانجلى،
والمجدُ يُكتبُ في ثراكِ معلنًا.
حلبُ الصمودُ وعشقُ كل محب،
ومنارةٌ للدرب وشفاءٌ للندوب،
من بين آثار الحصار نهضتِ
كالفجر تُشرقين بسنابل الضياء.
حمص، نبض الصمود وعزها،
عادت إليها بشائر التحرير،
من قلب جرحها زهر نصرٍ قد نما،
وتفتحت أيامها كبسمة طفلٍ حزين.
من درعا، مهد الثورة، انطلقت،
هتافات الحرية في كل المدى،
صمدت في وجه الظلم، وتحدت،
واليوم تزهر بالكرامة والندى.
ويبقى عزكِ يا شامُ مصان،
مهما اشتد سيل الأحزان،
درب الشهادة خريطة كفاح،
وفي سبيلكِ تُبذل كل الأرواح.
نبني البيوت التي أثخنتها المحن،
ونزرع الأرض روابي فخار،
يا سوريا، يا درة الشرق البهية،
عدتِ لنا، وأعدتِ الروح لأجسادنا.
من بين ركام الدمار والدماء،
نهضتِ شامخةً، تضيئين الدُجى،
يا سوريا، يا قلب العروبة النابض،
عدتِ لنا، يا فجر الحرية الساطع.
من بين ركام الظلم والظلام،
نهضتِ حرة، ترفرفين بالسلام.
بقلمي محمد خالد طه
تعليقات
إرسال تعليق