على ضوء القمر/بقلم الشاعر/زهير جبر .
على ضوء القمر
✒️ زهير جبر
تشعرُ السواحلُ بالوحشةِ
حين لا تُراقصُ أمواجُ البحرِ أشرعةَ السفنِ.
وحين تغيبُ الشمسُ خلفَ كومةٍ من رمادٍ،
ينتهي يومُنا على لفحةٍ من غربةٍ،
وسوطٍ من حنينٍ.
كلُّ شيءٍ هنا
يُذكّرني بها...
حتى نسماتُ الهواء
تأتي بضحكتِها.
أرسمُ على ضوءِ القمرِ لوحةً
فيها خطوطٌ حمراءُ
مثلُ خدِّها المستعرِ خجلًا،
حين تهبطُ أناملي الباردةُ
على باقةٍ من وردٍ.
ويمضي الليلُ ساكنًا...
وحين ينتابني الفتور،
يتسلّلُ إليَّ شيءٌ من الفضول،
وشيءٌ من الضياع،
كطائرِ السنونو أبحثُ عن هدوءٍ.
مهاجرٌ أنا بينَ ضفّةٍ وأخرى،
بينَ مرافئِ الحنينِ
وقواربِ النجاةِ.
وفي المرافئِ البعيدةِ
ألمحُ ظلَّها يلوّحُ لي كحلمٍ دافئ،
ضفيرةٌ شقراءُ
تلفّني في ليلتي
مثلَ رمالِ بحرٍ
تُعيدُ ترتيبَها الأمواجُ.
فأتيهُ من جديد...
تعليقات
إرسال تعليق