وها قد أقبل صباح جديد/بقلم الكاتبة/أم إبراهيم.

وها قد أقبل صباح جديد ...
وأمنيات عالقة بانتظارها أن تتحقق  
رغم المرض وذكريات سيئة...  
رغم أن هناك من لا يطيقوننا في هذه الحياة...  
ورغم اختبارات فاقت قدراتنا العقلية والجسدية...  
أجدد يومي بقول "بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم"...  
تلك العبارة تشعرني بأنني قادرة على كسر كل حاجز يقف بين أملي في أن تتحقق أمنياتي، وبين يأس افتعله الشيطان في نفسي، وأنني قادرة على جعل بداية يومي خيرًا رغم إرادة شياطين الإنس والجن!  

أسأل نفسي لماذا كل ذلك القلق وأن المكتوب سوف يحدث لا محالة، ولماذا أجعل ذكرياتي السيئة تغزو أملي وعزيمتي لتكون هي الثابتة في فكري لتشلّ كل آمالي وإلهامي ونظرتي المتفائلة؟!  
دائمًا ما أحدث نفسي وأكلمها بكل رفق!.. أنني أقتل ما مضى وما يؤلمني ليس بالنسيان وإنما بأخذ العبر منها وبالاستغفار أقوى على ذلك الألم الذي يلاحقني كشبح يلازمني ليقتلني، وأود أن أسأل كل البشر، لماذا نيأس ونحزن وأن من خلقنا قد أحاطنا برحمة وعناية، وما كتبه لنا هو من استحقاقنا ولا نستحق أقل ولا أكثر؟
ولماذا التشاؤم ونحن نعلم أو أحيانًا يفوتنا أننا سبب تلك النظرة المتشائمة وأن باستطاعتنا أن ننظر بمنظار آخر لنشعر بشعور الفرح والتفاؤل؟ كل ما يحدث لنا يأتي بفعلنا، ونحن وإن كنا مسيرين، لكننا مخيرون في أن نعتبر كل ما نراه ويحدث لنا هو خير، بألمه وبفرحه. فالإنسان لن يحيا بالسعادة فقط، لكن بعض الآلام تكون دروسًا عظيمة لنا تنير لنا درب المستقيم والصحيح. وكم تحتاج النفس للتوعية التي تأتي من تلك الطعنات ومن كل ذلك الخذلان من البشر. عُلمت من ربي، وبكل ذلك الخذلان والنفاق حتى من أقرب الناس لي، أنه لا يجب عليَّ أن أنتظر أي عطف أو رحمة أو محبة من أي بشر، أيًا كان، ولا أستجدي كل ذلك. وإن فعلت، سوف أفقد كل قيمتي واحترامي لنفسي، وبذلك سوف أخذل خالقي، لأنه هو من يستحق أن نطلب منه الرضا والعفو والرحمة.

والله، جربت كل القريبين لي، ولم أشعر بأن أحدًا أحبني من كل قلبه، وكم لاحظت وعرفت بأن من كانوا يمدحونني ويمجدون بي بيني وبينهم هم نفسهم الذين تكلموا عني بالسوء وما ليس بي، وهم نفسهم من طعنوا باحترامي ومحبتي الخالصة لهم. لذلك زهدت عن كل من أعرفهم من غير أن أحقد أو أحمل في قلبي بغضًا لهم أو أفارقهم وأبتعد عنهم.
ويعلم الله كم أدعو لهم بالخير، لأنني كما أحب الخير لنفسي أتمناه لهم، فهم أحبتي، وإن لم يرغبوا! 

لقد كتبت الكثير دون أن أشعر، حين نظرت إلى مذكرتي وراجعت ما كتبت، فوجدت أنني وضعت كمية أو بعضًا من الألم الذي يسكن قلبي على الورق، وكم أنا ممتنة له، وممتنة لقلمي وكلماتي لأنهما مؤنسي الوحيد، والذي بهما أستطيع أن أفرغ ولو القليل مما في قلبي، وشكرًا لتلك الموسيقى الهادئة التي ساعدتني على أن أحول بنظري إلى نور الشمس، والشعور بهذا النهار الجميل الذي أتمناه لي ولكم، وأن أتفاءل لكي أكتب حقيقة الحياة التي يظنها بعض الناس أنها سيئة وتغدر من يأتمن لها، فهي على العكس من ذلك!...

بقلمي أم ابراهيم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من يكتب لي صدر/بقلم الشاعر /محمود حفظ الله.

عجائب الدنيا /بقلم الكاتبة/دينا مصطفى.

مستقبل/بقلم الكاتبة /عايدة ناشد باسيلي.